ممثل وزارة الداخلية: تونس ليست بلد إنتاج للمخدرات ولكن..
قال ممثل الإدارة العامة للأمن الوطني بوزارة الداخلية محمد علي الشعيبي إن جرائم المخدرات أصبحت من أكثر الجرائم المنظمة المرتكبة في العالم وتونس ليست بمنآى عن هذه الظاهرة وذلك بسبب موقعها الاستراتيجي وتواجدنا في الفضاء المتوسطي الذي يتوسط مسارات التهريب لمختلف المواد المخدرة وهو ما جعل بلادنا بوابة لإفريقيا وبوابة لأوروبا وفق تعبيره خلال مداخلته التي ألقاها بمناسبة اليوم الاعلامي الذي نظمته وزارة الأسرة والمرأة والطفولة وكبار السن حول "الأسرة والوقاية من مخاطر المخدرات".
المسارات الجديدة حولت تونس من منطقة عبور إلى سوق استهلاكية للكوكايين
وأفاد الشعيبي بأن تونس كانت في البداية منطقة لعبور المخدرات بكل أنواعها وخاصة القنب الهندي وهو المادة الأكثر تداولا على مستوى العالم إضافة إلى مخدر الكوكايين ومخدر الهيروين التي يتم تهريبها من أمريكا اللاتينية إلا أنه على مر التاريخ خلقت لدينا سوق استهلاكية قائمة الذات.
وفيما يتعلق بالوضع العالمي لجرائم المخدرات تبين الأرقام المتداولة انتشار الظاهرة وانعكاس ذلك على المستوى الوطني حيث تظهر الإحصائيات الواردة في التقرير العالمي للمخدرات لسنوات 2023 و2024 وجود 296 مليون شخص متعاطي و39.5 مليون شخص مدمن أو يعاني أمراضا تتعلق بالمخدرات بالإضافة إلى تزايد تصنيع المخدرات الكيميائية وتسجيل مستويات قياسية من المضبوطات العالمية من المنشطات الأمفيتامينية، حيث ذكر الشعيبي في الخصوص بما تم ضبطه مؤخرا من مليون و200 ألف قرص من الأكستازي والتي يتم ترويجها أساسا في الملاهي والعلب الليلية .
وتحدث كذلك عن زيادة أنواع ومضبوطات المؤثرات النفسية الاصطناعية مشيرا إلى انتشار ظاهرة في الفترة الأخيرة تتعلق بترويج نوع من الأقراص المخدرة التي تم ضبطها في محيط بعض المؤسسات التربوية حيث يتم تهريب أنواع من الأقراص المخدرة من الهند عبر تركيا في اتجاه ليبيا ومنها إلى الجزائر حيث يمر جزء منها إلى بلادنا بسبب سياسة المهربين التي تقوم على البحث عن أسواق جديدة .
ومن بين المؤشرات المعروضة كذلك إنتاج 2700 طن من الكوكايين سنة 2022 وتوسع نطاق إمداداته إلى دول غرب وشمال إفريقيا وهو ما فسره ممثل وزارة الخارجية بعبور تهريب هذه المادة للمحيط الأطلسي مرورا عبر مضيق جبل طارق في اتجاه الفضاء الأوروبي أو مرورا عبر ميناء روتردام بهولندا وصولا كذلك إلى الفضاء الأوروبي حيث تتولى الجالية التونسية بأوروبا محاولة إدخاله إلى تونس وفق تعبيره.
وبين في الخصوص أن بعض التضييقات الأمنية التي تشهدها هذه الممرات جعل المروجين يبحثون عن مسارات جديدة أكثر أمنا وهو ما يفسر تحول منطقة غرب إفريقيا إلى منطقة تخزين لمادة الكوكايين قبل إعادة تهريبه في اتجاه أوروبا. ومن هذا المنطلق برز الخطر المهدد لتونس والذي تفطن إليه الجانب الأمني منذ ما يزيد عن 10 سنوات حسب قوله بالإضافة إلى الهشاشة الأمنية لبعض دول الجوار التي كانت إحدى أسباب دخول المخدرات إلى بلادنا.
المضبوطات من الكوكايين تضاعفت ألف مرة في 10 سنوات
وقال ممثل الإدارة العامة للأمن الوطني بوزارة الداخلية محمد علي الشعيبي كذلك إن الوضع الإقليمي زاد من تفاقم انتشار مادة الكوكايين حيث يقدر سعر بيع الكيلوغرام الواحد منه بين 300 و350 ألف دينار في تونس في حين يبلغ سعره في الفضاء الأوروبي خلال السنوات الأخيرة بين 20 و25 ألف أورو وهو ما أدى إلى تضاعف الكميات الواردة على تونس ألف مرة تقريبا منذ سنة 2023 حيث لم تكن الكميات المضبوطة من هذه المادة تتجاوز 150 غرام سنة 2013.
أما مادة القنب الهندي فتبلغ الكمية عالميا حوالي 209 ملايين طن فيما تبلغ الكميات من الأفيون ( الهيروين) 61 مليون طن وهي المادة الأكثر تداولا بين شبكات تجار الأسلحة والشبكات الإرهابية .
واستخلص الشعيبي إلى أن تونس ليست بلد انتاج ولا بلد تصنيع للمخدرات خاصة إذا ما تمت مقارنته بأحد دول الجوار والتي تحتوي على أكثر من 80 ألف هكتار قنب هندي مرجعا ذلك إلى التشريعات التونسية والمعاهدات الدولية التي صادقت عليها بلادنا.
المؤسسة الأمنية لها دور وقائي بالإضافة إلى الردعي
وعلى اعتبار أن التضييقات الأمنية الحدودية حالت دون دخول القنب الهندي من دولة المغرب إلى تونس فقد لجأ المهربون إلى خلق مسار من المغرب إلى اسبانيا ليدخل بلادنا من فرنسا عبر عمليات تهريب منظمة يقوم بها تونسيون مقيمون بأوروبا وخاصة ما تحت مسمى الناقلين transporteurs وذلك إما بعلمهم أو دون علمهم وفق ما أعلنه ممثل الإدارة العامة للامن الوطني بوزارة الداخلية محمد علي الشعيبي خلال مداخلته .
وحول الدور الوقائي للمؤسسة الأمنية، بين الشعيبي بأنه في إطار الشراكة مع الوزارات المتداخلة شاركت المؤسسة الأمنية في عدة ملتقيات وندوات وأيام تحسيسية بالإضافة إلى تنظيم دورات تكوينية لفائدة عدة إطارات على غرار إطارات وزارة التربية وتنظيم تظاهرات ذات طابع تشاركي وطنيا وإقليميا.
بشرى السلامي