ڤفراش تحذر من استنزاف 90% من المائدة المائية دون مراعاة النظام البيئي
اعتبرت الخبيرة في سياسات الموارد المائية والتأقلم مع التغيرات المناخية روضة الڤفراش في تصريح لموزاييك الجمعة 22 مارس 2024 أن الماء المتوفر ليس فقط الموجود بالمائدة المائية السطحية أو السدود ولكن هناك المياه التي توجد بالأرض وتسمى المياه الخضراء وتستخدم لإنتاج الفلاحة البعلية وهناك جزء من المياه المستهلكة في تونس متأتية من التوريد حسب تصريحها على هامش ملتقى حول الماء والسلام المتزامن مع اليوم العالمي لترشيد استهلاك المياه .
وبينت أن الماء في تونس قليل لذلك تلجأ الدولة للاستيراد عبر استيراد عدة مواد أخرى وهي ظاهرة عالمية منها مثلا فرنسا لا تعاني فقرا مائيا إلا إنها تستورد 47 % من بصمتها المائة وتونس تستورد نحو 32 بالمائة فقط من بصمتها المائية ولكن بالنظر للتبذير المائي وضياع هذه الثروة في الفلاحة والصوناد يفرض بذل مجهود إضافي للمحافظة على المخزون المائي وترشيد استهلاكه.
لابد أن تخصص الدولة جزءا من الماء العذب للطبيعة
وبينت روضة الڤفراش أن المياه العذبة الموجود على الأرض 99 % منها متواجدة تحت الأرض بالتالي التغيرات المناخية لا تضر الا 1% فقط في حين أن مواردنا الإستراتجية متواجدة تحت الأرض وفي غياب الأمطار يتجه الفلاح لاستنزاف المخزون المائدة المائية التي تعتبر مخزونا استراتيجي مبينة أن 90 % من الماء المستعمل في الفلاحة والسياحة والصناعة و الشراب متأتي من المائدة المائية وحين تمنع الدولة سيلان المياه العذبة في الأودية ونحو المناطق الرطبة للبحر والسباخ فهي ترتكب كارثة بيئية لأنها بذلك تضر بالمخلوقات النباتية والحيوانية وغيرها من المخلوقات التي لا ترى بالعين المجردة والتي تسهم بشكل كبير في تحقيق التوازن في الأنظمة البيئية لتونس .
ودعت الدولة إلى مراجعة طرق تخطيطها لاستغلال المائدة المائية وعند وضع نصيب من هذا المخزون لقطاعات للفلاحة والسياحة وللشرب فانه يجب تخصيص كميات من المياه العذبة للطبيعة والأنظمة البيئية لان المخلوقات الصغيرة التي توفر للأفراد الأكسيجين وتساعد في امتصاص الغازات الدفيئة وإنتاج نحو 50% من الأكسجين .
انجراف التربة يمثل 69% في تونس
وقدمت الخبيرة في سياسات الموارد المائية والتأقلم مع التغيرات المناخية روضة الڤفراش في تقرير مصور حول الوضع المائي العام في تونس والخارج مجموعة من الارقام منها أن البصمة المائية التونسية تمثل 2217 مترا مكعبا سنويا أي 21 مليار متر مكعب منها 1/3 مستوردة و تبلغ قيمتها 19 مليار متر مكعب منها 87 بالمائة مخصص لإنتاج المحاصيل الزراعية و 11بالمائة للمراعي و2 بالمائة موجهة للاستهلاك المنزلي وللإنتاج الصناعي بالتالي فان إنتاج المحاصيل يستنزف نحو16.6 مليار متر مكعب منها مياه خضراء بنسبة 89 بالمائة و8 بالمائة مياه زرقاء و3 بالمائة من المياه الرمادية.
وتبرز الأرقام أن 79 بالمائة من المياه الخضراء تستهلكها أشجار الزيتون أي حوالي 7.5 مليار متر مكعب في ما يستهلك القمح 3.2 مليار متر مكعب والشعير بنسبة 1.2 مليار متر مكعب وتمثل نسبة الخسائر الاقتصادية الناتجة عن تدهور النظام البيئي للتربة بحسب منظمة الزراعة والأغذية بين 2 و7 بالمائة من الناتج الداخلي الخام المحلي ويبلغ انجراف التربة نحو 69 بالمائة في تونس كما في المغرب وبنسبة 93بالمائة في الجزائر.
هناء السلطاني