languageFrançais

إبداع التحدي.. عندما تتحول الإعاقة إلى طاقة للنجاح

"وجودي بينكم لم يكن سهلا ولكن وأنا معكم لا أتذكر شيئا من المطبات والصعاب والخيار أمامي كان إما النجاح أو النجاح"، كلمات نطقت بها الأستاذة والباحثة الجامعية ابتسام المناعي المقعدة عن الحركة منذ سن 12 بسبب مرض ضمور العضلات خلال حضورها في ندوة فكرية تحت عنوان " ابداع التحدي" ضمن فعاليات معرض تونس الدولي للكتاب في دورته السادسة والثلاثين بعد ظهر اليوم الاثنين 15 نوفمبر 2021 بقاعة هشام جعيط بقصر المعارض بالكرم للحديث عن مسيرة التحدي التي خاضتها للنجاح ولتخليد اسم.

ولم تكن ابتسام الوسلاتي الضيفة الوحيدة فقد حضر الى جانبها الباحث في العلوم البلاغية الأستاذ وليد الزيدي والاستاذ لطفي التونسي وهما كلاهما مكفوفان بيد أن فقدان ملكة البصر بم يمنعهم من إبصار طريق النجاح.

طريق كان محفوفا بالعراقيل والتحديات لكنهم حولوها إلى أدوات نجاح في كل مرة ورفضوا الاستسلام للظروف وبالظروف هزموا العوائق وصنعوا قصص نجاحهم.

كل قصة نجاح هي قصة نجاح فردية صنعتها العائلة لم يصنعها المجتمع أو الدولة 

وتحدث الحاضرون عن صعوبة ظروف عيش صاحب الإعاقة في تونس خاصة وسط مجتمع يصر على نفس القوالب والصور النمطية ووسط مجتمع لم يتعود على الاختلاف ويصر على التعاطي مع هذه الفئة من منظور صحي لا حقوقي.

وشدد وليد الزيدي في السياق ذاته على ضرورة إدماج ذوي الحاجيات الخصوصية والتعويل عليهم داعيا إلى مساندتهم والتعريف بهم والترويج لأعمالهم وتطبيق النصوص القانونية والاتفاقيات الدولية التي تضمن جملة من المكتسبات لذوي الإعاقة.

كما انتقد الزيدي حصر تخصصات الآداب فقط للمكفوفين وعدم فتح المجال لهم لدراسة العلوم أو الرياضة متابعا أن التهميش الحقيقي يأتي بعدم تشغيل متخرجي معهد النهوض بالمكفوفين ومعهد التربية المختصة داخل مراكز الادماج الاجتماعية.

ووصفت الوسلاتي حضور الأشخاص ذوي الإعاقة في المشهد العام بالباهت وأرجعت ذلك إلى كمية الصعوبات التي تواجهها هذه الفئة خاصة منها الإندماج منتقدة غياب الارادة السياسية الفعلية في ضمان بيئة دامجة لأصحاب الاعاقة وتخلي الدولة عنهم وإلقاء المسؤولية على عاتق العائلة بمفردها لتخوض معركة جسدية ونفسية كانت يومية مع أبنائها وبناتها في محاولة منها لزرع أمل وصنع قصة نجاح فقط بالإيمان والحب.

سلاحهم الكلمة لا عين تبصر ولا ساق تمشي لكن العقل مستنير والقلب مستبصر، اختاروا طريق التضحية والخروج عن النمطي وعدم القبول بالعادي لصناعة قصص نجاحهم فألّفوا الكتب وتحصلوا على الدكتوراه وانتفضوا ضد عجز اعتبروه جسرا للتألق وحولوا نقاط الضعف إلى نقاط قوة.

*هيبة خميري