languageFrançais

مشكي وعاود..دموع من رحم القهقهات

 

عندما تجتمع الدموع بالقهقهات والموجود بالمنشود فاعلم أنك في حضرة "الكوميديا السوداء"..

Rebelote  مشكي وعاود فيلم كوميدي طويل (120 دقيقة) للمخرج "قيس شقير"، عرض أمس لأول مرة بالكوليزي ليكون مولودا جديدا بشّر به الفن السابع أولا والكوميديا ثانيا.


الفيلم يضمّ باقة من الممثلين الكوميديين نذكر منهم "جعفر القاسمي"، "بسام الحمراوي"، "سفيان الداهش"، و"كريم الغربي"، أدوارهم كانت مختلفة ولكنهم وحدوا مهاراتهم وجهودهم لإخراج البسمة من رحم المعاناة أو العكس.

عندما تتداخل الحقيقة بالخيال

"جعفر القاسمي" لطالما أضحك الجمهور كلما أطلّ عليه ولكنه فاجأه يوم أمس بمشهد جمعه والممثلة القديرة "فاطمة بن سعيدان" التي جسدت دور والدته .. مشهد بلغ أعلى درجات الروعة ولامس وجدان الجميع حين تحولت قهقهاتهم التي ملت قاعة العرض إلى بكاء وشجن..


توفيت بالمشهد والدته وأبدع "جعفور" بتأثره العفوي الصادق لدرجة أنه يخيّل لك كمشاهد في بعض الأحيان أن المشهد جاء على إثر وفاة والدته الحقيقية منذ أيام.


توجهت موزاييك ل"جعفر القاسمي"  بالسؤال عن سرّ هذا المشهد المميز  ليفيد "بأن  المشهد تم تصويره قبل  وفاة والدته بشهر و20 يوم، و أداه بإحساس وتأثر كبيران وكأنه  توقع موت والدته ولذلك كان اليوم تفاعل الحضور إيجابيا وربما لأنهم لم ينتظروا كمّا من "الوجيعة" تقف والضحك جنبا إلي جنب..ثم أن قهقهات الناس الهستيرية تدل على أننا مرضى ونحتاج طبيبا نفسيا."  حسب قوله.

فيلم كوميدي 100% بعد "فردة ولقات أختها"

حضر العرض الأول عدد غفير من الفنانين والسياسيين والإعلاميين على غرار مريم بن حسين، عبد الفتاح مورو، كافون، سنية الدهماني، عدنان الشواشي، حمة الهمامي، مهدي العياشي...


وفي سؤال لـ "كريم الغربي" عن تجربة البطولة المشتركة أفاد لموزاييك أنه سعيد بالتجربة وأن الفيلم مزيج من الكوميديا والدراما وهو محاولة للخروج من دائرة التقليد وذلك من خلال بساطته فهو "متاح للجميع لفك شيفراته" وهي سينما "عائلية محترمة".


فيما اعتبرت الإعلامية "بية الزردي" الفيلم "أول فيلم كوميدي 100% بعد الفيلم الشهير "فردة ولقات أختها".

الفيلم مرآة لواقع الحرية في تونس

ومن جهة أخرى صرح الممثل "لطفي بندقة"، الذي كان ضيف شرف في "مشكي وعاود"، لموزاييك بأن الفيلم كان طويلا بعض الشيء وأشاد في الوقت نفسه بتسلسل الأحداث وبحبكة السيناريو.

أدت الممثلة الشابة "جوليا الشواشي" دور "أسماء Parking " ليكون ثاني أدوارها بتونس بعد مسلسل الدوامة وعبرت عن رأيها بالعمل بأنه"فيلم مبكي ومضحك في آن تجاوزت به أدوار الشخصية البريئة، ومن خلاله يرى المشاهد مكسب التونسيين المتمثل في حرية التعبير."


الإرهاب والتحايل والتحرش.. نقد بنفس كوميدي


تناول الفيلم موضوع الإرهاب ونقد باطنيا خطابه المتناقض وتكالبهم على الجنس، كما تطرق إلى ظاهرة التحرش الجنسي والتعذيب داخل مراكز الإيقاف وعمليات الاستقطاب داخل السجون وشبكات التسفير.


ولم يسلم الإنتهازيون من النقد غير المباشر، إذ طرح الفيلم موضوع التحايل واستغلال الفرص وأخصّ بالنقد زمن ما قبل الثورة.
 

تتهاطل الأعمال السينيمائية من فترة إلى أخرى ولكن قلّما نجد إجماعا على مدى نجاح العمل في تبليغ الرسالة وقلّما تتضافر الصورة والنص والممثلين لصنع كوميديا السوداء راقية.

 

رحمة السياري