languageFrançais

فيلم ''قيرة'' .. كيف يتحوّل داعية إلى طاغية متعطّش للدماء؟

حلّ المخرج الفاضل الجزيري ضيفا على برنامج نجوم اليوم السبت 7 ديسمبر 2019 للحديث عن فيلمه الجديد ''القيرة''.

وقال الجزيري إنّ الفيلم يروي قصة داعية اسمه ''بوزيد'' إدعى أنه يحارب الظلم لكنه تحوّل إلى طاغية متعطش للدماء لتعم الفوضى والحرب، وهي تعكس قصة ''أبي يزيد بن خويلد الكدادي'' المعروف باسم "بوزيد صاحب الحمار".

قيرة.. يعكس واقع تونس اليوم

وأوضح أنّ هذا الفيلم هو صيحة فزع لما يحصل في تونس اليوم، وأنّه إذا تواصل الوضع السياسي على حاله فإنّ الأمر سيصبح خطيرا جدا وقد يتحول إلى حرب أهلية، ''نأمل أن لا نبلغها''، حسب تعبيره.

وأضاف أنّ الحوار الوطني لتجميع الفرقاء السياسيين كان يجب أن يتواصل إلى السنوات القادمة، وما كان عليه أن يتوقّف، حسب تقديره.

وبيّن الجزيري أنّ فكرة الفيلم جاءت بعد فشل المشروع المسرحي ''ثورة صاحب الحمار'' في 2012، الذي لم يلق حظه وتوقّف بعد 8 عروض فقط.

وأرجع فشل العمل المسرحي الى سيطرة الترويكا في تلك الفترة على مفاصل الدولة بما فيها وزارة الثقافة ودور العروض والمعتمديات، قائلا '' لم نتلق أي دعوة للعرض وقد كان ذلك عن عمد لأنّ الترويكا رأت في العمل قتامة''.

وأكّد ضيف نجوم، أنّ الخطاب في العمل يطغى عليه الجانب التحريضي والدفاعي والديني وهو يعكس الخطاب السياسي في تونس اليوم، لكن في آخر الخرافة يصبح الدين الجديد هو القانون والمرجع لكل شيء.

وتحدّث عن وجود قراءتين للمستقبل والمجتمع في تونس، الأول خط الراحل الحبيب بورقيبة والثاني خط صالح بن يوسف المحافظ الذي تطوّر حتى وصول النهضة إلى الحكم، وتابع ''هما خطان متوازيان والمجتمع في رأيي لن يتطور ما لم يوجد هذا التناقض بين المحافظ ومن يصور لمستقبل مختلف، والدولة في الواقع هي ميزان بين هذين الخطين ولذلك يجب أن تبقى مؤسسات الدولة قوية وبعيدة عن التجاذبات كما في الفيلم تماما''.

لم أحضر أي فيلم أو مسلسل منذ 29 سنة

أما بخصوص تشجيع الشباب في عالم السينما، أبرز الفاضل الجزيري أنّ الفريق العامل معه هم من الشباب بالأساس، مؤكّدا في هذا الإطار، أنّه لم يحضر أي فيلم أو مسلسل منذ 29 سنة، مرجعا ذلك إلى مشاغل الحياة اليومية وعمله الذي لا يتوقّف ، إضافة إلى كثافة الإنتاج الفني خاصة في شهر رمضان، حسب تعبيره.

وانتقد الفاضل الجزيري عدم وجود قاعات سينما في الجهات، معتبرا أنّ الدولة ترى في المواطن في هذه الجهات من درجة ثانية، رغم أنّه من حق الشباب وأبناء الجهات الداخلية التمتّع بفضاءات ترفيهية.

وقال ''لا مشروع ثقافي للبلاد، حتى وعود حزب نداء تونس في 2014 والرئيس الراحل الباجي قايد السبسي الذي دعمته، ببناء قاعات سينما في جميع الولايات جوبهت بواقع حال دون تحقيقها''.

واعتبر أنّه ليس في حاجة إلى لقاء رئيس الحكومة المكلف الحبيب الجملي للسماع إلى مقترحاته بخصوص القطاع الثقافي، لأنّ مقترحاته مدوّنة ولا تحتاج الى لقاءات واجتماعات .

ووصف الفاضل الجزيري إقالة رئيسة المركز القومي للسينما والصورة شراز العتيري من طرف وزير الثقافة بالـ''عيب''.