languageFrançais

''يوم جاؤوا لإعتقالي''..قصص لا تحدث للآخرين فقط

وُلد من رحم شهادة أم عزباء وأربعة تونسيين آخرين ممن تعرّضوا للسرية والمنافي ومرّوا بسجن المرناقية وجاؤوا لتبليغ أصواتهم لأكثر عدد من المطلعين على خفايا حياة الأقليات في تونس وليكشفوا ما يعيشونه من تهديدات وترهيب وتهديد لحرياتهم الفردية.. بشكل يومي.

هؤلاء  جمعهم الكاتب والإعلامي هادي يحمد  في مولوده الجديد "يوم جاؤوا لإعتقالي" ، وهو كتاب قسّم فيه الشهادات إلى عناوين قد تلخص ألم المغيبين: 'الانتحاري الذي لن يفجر نفسه'  و'بوابة سجن المرناقية الزرقاء' و'يوم طلقني المفتي' و'يوم هربت من البلاد'  و'راديكالية في طلب الحرية' هي بوابات هذا الكتاب الذي لم يكتف فيه يحمد إلا حينما تحدث عن "يهود في عيون الآخرين" و"رحلته في قلوب شيعة تونس" و"مربع المحرمات في سجن المرناقية" .  ويتضمن الكتاب شهادات لمتدين مسلم وشاب مثلي وامرأة عزباء وكهل بهائي وفتاة لا دينية، ثلاثة منهم يعيشون في تونس تحت وقع المضايقات والقهر الاجتماعي والأمني واثنتان هما لاجئتان سياسيتان خارج البلاد، كما يتضمن تحقيقين عن يهود تونس وشيعتها .

وقد إنجز الكتاب في إطار مشروع الدفاع عن الحريات الفردية والمساواة والذي أعدته ونفذته بتونس كل من الفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان والجمعية التونسية للحريات الفردية والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان والجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات بدعم من مؤسسة "هنريش بول" .

وحتى لا أقتل شوق القارئ للإطلاع  على صدق هذه الشهادات الإنسانية، إخترت أن لا أكشف محتواه لأن  الكاتب 'هادي يحمد' لخص محتوى الكتاب في رسالة قال فيها ''إن الديمقراطية في تونس تعني أنه يجب أن  يعيش الإنسان مرتاحا وفي مأمن على معتقده وجسده وحرياته وضميره ''، كما يلخص مشروع كتابه في مشروع قانون حول مجلة للحريات الفردية  معروض اليوم على مجلس نواب الشعب.

أما الناقد والصحفي 'عبد الحليم المسعودي'، فقد تحدث عن كتاب "يوم جاؤوا لإعتقالي" عن السرية والمنافي وسجن المرناقية" على أنه ''مادة  إبداعية  خام تصلح لإستغلالها في السينما لأنه تضمن حكايات حقيقية لخمسة تونسيين''، وأبرز بحسب المسعودي قدرة هادي يحمد على خوض تجربة الكتابة الروائية  السردية التي نحن في حاجة إليها.

وعن الكتاب، قال الإعلامي مختار الخلفاوي إن الكتاب ''يرسخ صورة عن الصحفي والكاتب  الذي تعود  عدم ركوب السهل في مؤلفاته، ليكون من المؤلفين الذين لا يكتبون في مكاتبهم"، وأعتبر أن ولادة "يوم جاؤوا لاعتقالي" هي ولادة كتاب فريد  ووحيد في جنسه لانه يزعم انه يحكي قصصا لا تحدث إلا  للآخرين في حين أنه بمجرد  أن نطوي هذا الكتاب نكتشف أننا واهمون، فالكتاب يحكي قصصنا ويخلع عنا سكينتنا لمواجهة محنة الوصم الاجتماعي والسياسي والديني والمذهبي''.

ويقول الخلفاوي إن الكتاب ''اختبار لمعنى أن نكون إرهابيين رغم أنوفنا ونقف على نضال خاص بسجن المرناقية''.

في حين إعتبرت الأم العزباء التي أدلت بشهادتها في الكتاب، أن الكاتب وثّق معاناة صادقة للأقليات وتضمنه شهادة إمرأتين من ضمن خمس شهادات، ''يعتبر في رأيها جيدا في عالم يسيطر عليه الرجل وفي دولة تدعي أنها تدعم حقوق المرأة في ظل النقائص وذلك بمناسبة  الإحتفاء بصدور الكتاب مساء أمس الإثنين 18 مارس 2019 بفضاء كوري قصر خير الدين بالمدينة العتيقة''.

وقد تمت بالمناسبة دعوة الفنان الشعبي "صالح الفرزيط" لإحياء أمسية الاحتفاء بالكتاب لأنه وبحسب الصحفي والكاتب "هادي  يحمد"  يمثل رمز الأغنية الشعبية وتعرّض للاعتقال في سنوات حكم الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة والرئيس المخلوع زين العابدين بن علي بن علي وهو يعتبر "المغيب في ضمير التونسيين''، كما تم خلال المناسبة تقديم عرض "وصلة المهرجين الملتزمين".

 

هناء السلطاني