languageFrançais

الجبالي: أرفض منافسة ''البُكائِيين''.. ووزارة الثقافة عدوّ للثقافة

ذاكرة ديناصور، عطيل، ضدّ مجهول، هنا تونس، كلام الليل.. وغيرها من الأعمال المسرحيّة، التي رسم بها الممثّل والمخرج التونسي توفيق الجبالي، مساره المسرحي المتميّز.

قدّم الجبالي منذ عام 1987 إلى عام 2017، أعمالا متعدّدة -ممثلاً ومخرجاً ومدرباً- مزجت بين السياسة والمجتمع والأنظمة والتقلّبات بكافة أشكالها.

فبعد أن كانت "ثلاثين وأنا حاير فيك" آخر أعماله المسرحيّة (عام 2017)، عاد الجبالي هذا العام، بمسرحيّة جديدة بعنوان "على هواك".

بتاريخ 13 جويلية 2022، وخلال افتتاح النسخة 56 من مهرجان الحمامات الدولي،  قدّم الجبالي عرضه الأوّل لمسرحية "على هواك"، التي جمعت بين آلات موسيقيّة عديدة، من بينها العود، الطبلة، الكمان، القيثارة.. ففي المسرحية، الكلّ يعزف "على هواه" ويغني "على هواه" لتسلب من الموسيقى "قيمها الجماليّة التي لا تنضب".

وقد تحدّث توفيق الجبالي، خلال حلوله ضيفا على برنامج "جاوب حمزة"، اليوم الأحد 20 نوفمبر 2022، عن هذه التجربة، قائلا إنّه كان يفكّر منذ مدّة، في كيفيّة تناول المسألة الموسيقيّة في عمل مسرحي، بيدا أنّ هناك عدّة نقاط قد تحول دون ذلك، على غرار عدم توفّر الإمكانيّات اللازمة أو أنّ الصيغة لم تكن مطروحة من الأساس، وفق قول الجبالي.

''منافسة البكائيين''

وفي سياق آخر، شدّد الجبالي على أنّه يعتمد "مبدأ التريّث" كي يكون على المسرح، فالتمثيل متعب وشاق بالنسبة له، إضافة إلى ذلك، فإنّ "لا يُجيد منافسة البكائيين خاصّة حول التمتّع بالدعم من الدولة"، وفق تعبيره.

وأوضح ذلك، "منافسة البكاء كبيرة برشا في تونس، و أنا لا يمكنّني منافسة البكائيين.. كما أنّ هذه اللغة لم تعد مثمرة وتقزّم الإنسان كثيرا..".

كما استنكر الجبالي الثقافة الاجتماعيّة في تونس، المبنيّة على مقولة "انتوما الكبار يزّي، خلّوا فرصة للشباب"، وقال: "وقت دخلت في خلاف مع بعض الشبّان سمعت برشا الجملة هاذي".

"السياسة.. لا أراها"

وعن علاقته بالسياسة، أشار الجبالي إلى أنّ تشابه اسمه مع حمادي الجبالي سبّب له مشاكل عديدة، قائلا: "بحثوني بسبب تشابه الاسم مع حمادي الجبالي".

كما اعتبر الجبالي أنّ السياسة كممارسة للمواطنة غير موجودة في تونس، قائلا: "لا أرى سياسة في تونس..".

"وزارة الثقافة.. عدو للثقافة"

وأكّد توفيق الجبالي، مجدّدا، على أنّ "وزارة الثقافة هي عدو للثقافة"، قائلا إنّ "الإدارة التونسيّة بصفة عامّة معاديّة لأيّ تقدّم وأيّ رُقي". 

وأضاف: "مثال على ذلك، في أيّام قرطاج المسرحيّة، الأصل فيه أن يكون لإدارة المهرجان غطّلاع واسع، وتقوم بمتابعة الأعمال والسفر والمشاهدة والتنقّل بن الدول لمواكبة الأعمال المسرحيّة، بيدا أنّه يتم الاكتفاء بمراسلات إداريّة".