languageFrançais

المقاومة الثقافية في وجه كورونا.. العنوان الأبرز لسنة 2021

بين الإلغاء والتأجيل وشبه غياب للأنشطة الثقافية، قاوم أهل الفن وسعوا إلى تحقيق ولو جزء من الفعاليات التي ينتظرها الجمهور ليستمتع والفنّان ليأمّن البقاء.

شمل الالغاء أغلب الأنشطة ومن أبرزها وربّما أكثرها إشعاعا في العالم، مهرجان قرطاج الدولي والذي أعلن في دورته السادسة والخمسين عن برمجته في جوان 2021، إلاّ أنه جرّاء كورونا، قررت الهيئة المديرة للمهرجان تأجيل موعد انطلاقه إلى شهر أوت في مرحلة اولى  ثم إلغاء بعض العروض وتأجيل عدد منها إلى السنة المقبلة.

كما شهد مهرجان الحمامات الدولي أيضا تأجيل فعاليّاته بعد الإعلان عن موعد انعقاده من 10 جويلية إلى 14 أوت وعن نجوم الدورة على غرار وائل جسار، نصير شمة كما كان من المبرمج الاحتفاء  بالمبدعين التونسيين والفن الرابع من بينهم المسرحي توفيق الجبالي في حفل الافتتاح.

وقد قرّرت اللجنة العلميّة في شهر جويلية وباتّفاق مع الحكومة اتّخاذ إجراء ات جديدة في سعي للحدّ من تفشّي عدوى فيروس «كورونا» في تونس وفي هذا السّياق تقرّر في 29 جوان 2021 تأجيل كافة التظاهرات والمهرجانات والعروض الثقافيّة والفنيّة بالفضاء ات العموميّة والخاصّة.
 
وكان الخبر صادما للعاملين في القطاع الثقافي وحاول بعض منظمي التظاهرات على العمل بنظام العروض عن بعد في انتظار عودة الروح لمحبي الفنون.

وكانت عودة التظاهرات الكبرى مع أيّام قرطاج السينمائية والتي انتظمت من 30 أكتوبر الى 6 نوفمبر .. نحلم فنحيا كان شعار الدورة، فيحيا الفن السابع .

وكانت جائزة العمل الأول " الطاهر شريعة " لفيلم " ريش " للمخرج عمر الزهيري  من مصر وتحصل نفس الفيلم على ''التانيت الذهبي للأيام  في حين كان نصيب تونس، تنويه للجنة التحكيم عن  فيلم " فرططو الذهب " لعبد الحميد بوشناق.

ونبقى مع السينما، أين ترشح فيلم "الرجل الذي باع ظهره" لكوثر بن هنية لجوائز الأوسكار عن قسم أحسن فيلم عالمي، هو فيلم من بطولة الممثل السوري يحيى مهايني والممثلة الفرنسية ديا ليان والبلجيكي كوين دي باو مع مشاركة النجمة الإيطالية مونيكا بيلوتشي، وقد حصد الفيلم خلال مشاركته في مهرجانات سينمائية عديدة عالمية ومن بينها مهرجان البندقية في إيطاليا ومهرجان الجونة في مصر عديد الجوائز وإشادة النقاد.

ولعل 2021 سنة الفن السابع بامتياز .. إذ شعّ نجم التونسيين في مهرجان القاهرة السينمائي وحصدت  أربع تتويجات  في اختتام  نسخته 43، وتحصل فيلم غدوة لظافر العابدين على جائزة النقاد الفيبريسي ''سمير فريد '' فيما تحصل فيلم  ''نقطة عمياء '' للطفي عاشور على الجائزة الأولى '' جائزة يوسف شاهين للأفلام القصيرة '' في مسابقة  الأفلام القصيرة كما تحصل فيلم ڨدحة لأنيس الاسود على تنويه لجنة تحكيم مسابقة آفاق السينما العربية وحصدت الممثلة التونسية عفاف بن محمود جائزة أفضل ممثلة عن دورها في  فيلم أطياف لمهدي الهميلي والمشارك في نفس المسابقة.

كما كان لأحبّاء الفن الرابع، موعد مع أيّام قرطاج المسرحية والتي انتظمت من 4 الى 12 ديسمبر،100 عرض مسرحي من دول مختلفة، و12 عرض نافس في المسابقة الرسمية  بدلا من 14 مسرحية رشّحتها لجنة الانتقاء وذلك بسبب الكوفيد الذي دفع  أيضا لتعديل لجنة التحكيم الدولية وكانت جائزة العمل المتكامل والجائزة الكبرى للمهرجان من نصيب تونس في دورة المسرح والمقاومة من خلال مسرحية '' آخر مرة '' لوفاء الطبوبي .

واختتمت سنة 2021 تظاهراتها مع '' الأيّام '' بأيام قرطاج الموسيقية في دورتها السابعة والتي تميزت بإلغاء المسابقات وتعويضها بسوق مهني للمحترفين وعملت على تنظيم عروض حضورية وعروض افتراضية ويبقى الهدف الترويج للصناعة الموسيقية خارج البلاد التونسية، بالإضافة إلى احتضان عدد من المشاريع ومتابعتها والعمل على تطويرها حتى تكون جاهزة للعرض في الدورة القادمة.. وكانت الأيام فرصة للقاء ات من موسيقيين ومحترفين من تونس والعالم.

وتبقى المقاومة الثقافية في وجه كورونا.. العنوان الأبرز لسنة 2021، فقد سعى مختلف الفاعلين في المجال الثقافي على تأمين التظاهرات والعمل عن بعد وفي الجهات كذلك مع الحفاظ على البروتوكول الصحي.

*سامية الحامي