languageFrançais

بن نصير: الفراغ المؤسساتي ساعد على توتير الشارع..

وصف الاستاذ و الباحث في علم الاجتماع معاذ بن نصير ما شهدته تونس عقب قرارات 25 جويلية 2021 من حركات جماهيرية واحتجاجية والتي انقسمت بين مؤيد ومعارض لقرارات رئيس الجمهورية قيس سعيد، حركات اعتيادية وردة فعل منتظرة. 

ولاحظ بن نصير أن الجماهير المساندة على غرار المعارضة، نزلت لشارع الحبيب بورقيبة لرمزيته أولا، ولبسط منطق السيطرة على الشارع  والايحاء بالقدرة على التحكم فيه ثانيا.

ويرى بن نصير أن النزول إلى الشارع آلية اعتمدها الشعب التونسي من 2011 كاستراتيجية للتعبير السياسي.

 واستدرك استاذ علم الاجتماع معاذ بن نصير بالقول "لكن علينا الاقرار أن تلك الجماهير يمكن تقسيمها نسبيا بحسب الفئة العمرية، فالسواد الاعظم ممن عارض قرارات الرئيس قيس سعيد، من كبار السن ويمثلون النمطية والخوف من التغيير والرغبة في الاستمرارية السياسية للحكم بسلبياته و إيجابياته، وهم  ممن ينتمون إلى الاحزاب السياسية التي تداولت على الحكم بتونس ما بعد الثورة، إضافة الى الطبقة السياسية المنتفعة بوجودها في الحكم إما ماليا أو من ناحية النفوذ.. أما من ساند سعيد، فهم من الشباب الذي دعمه خلال حملته الانتخابية ومن الذين يمثلون النفس الشبابي الثوري الراغب في القطع مع منظومة ما بعد 2011 وهم أنفسهم من طالبوا الرئيس عبر احتجاجاتهم الشعبية منذ السنة الفارطة بضرورة حلّ مجلس النواب ومحاسبة الطبقة السياسية الحالية التي أفلست أخلاقيا قبل ان تفلس سياسيا".

وبين بن نصير ان خروج الشعب إلى الشارع بين مؤيد ورافض لما بعد 25  جويلية، يمكن تصنيفه كحركات اجتماعية للتعبير عن التموقع الجماهيري في ظل الخارطة السياسية الجديدة والتي تحتكم إلى ثنائية المشاركة السياسية والإقصاء من الحكم، مضيفا انه على مر التاريخ ترافق الانقسامات كل التغييرات السياسية بين راغب في التغيير وطامح لتأبيد نظام الحكم.

وقال الباحث في علم الاجتماع "الكل يعلم اننا في تونس نعيش نوعا من الفراغ المؤسساتي داخل الدولة وهو ما ساعد على التوتر لدى شريحة من الجماهير، إضافة إلى غياب الحوار بين الاطياف السياسية في تونس منذ سنوات، فكلٌ يعتبر نفسه على "حق".

واضاف بن نصير ان الاحتكام إلى الشارع يبقى الية واستراتيجية يعتمدها الفاعلون السياسيون والاجتماعيون على حد سواء كنوع من بسط النفوذ ويوظفونه على انه صورة للقوة الجماهيرية وخاصة الحزبية منها، لكن هذه الالية قد فقدت نوعا ما بهرجها في ظل فقر الاحزاب السياسية بتونس على حد تقديره.

الحبيب وذان