languageFrançais

المناضل أحمد بن صالح في ذمّة الله

توفي اليوم الأربعاء 16 سبتمبر 2020، المناضل والسياسي والنقابي أحمد بن صالح عن سن يناهز 95 سنة في المستشفي العسكري بالعاصمة بعد صراع مع المرض.

ويعدّ أحمد بن صالح أحد أبرز المناضلين الذين ساهموا في استقلال تونس كما شغل عديد المناصب السياسية والنقابية وكان له دور بارز في مسيرة الاصلاح الوطني.

وشغل الفقيد منصب الأمين العام للمنظنة الشغيلة من سنة 1954 الى سنة 1956 و شغل عدة حقائب وزارية في فترة الستينات.

ولد أحمد بن صالح يوم 13 جانفي 1926 في بلدة المكنين من ولاية المنستير، درس في ''الكتاب'' ثم في المدرسة الفرنسية العربية بالمكنين، والتحق بعد ذلك بالمدرسة الصادقية في أكتوبر 1938 وأحرز على شهادتها، ثم تحول إلى باريس لدراسة الآداب العربية بالسروبون فيما بين أواخر 1945 وأواخر 1948 دون أن يتخرج.

بعد عودته من فرنسا التحق للتدريس بالمعهد الثانوي بسوسة وشارك في المؤتمر الرابع للإتحاد العام التونسي للشغل سنة 1951 ووقف ضد انسحاب الاتحاد من الجامعة النقابية العالمية، ومع ذلك التحق بعد ذلك للعمل بمقر الجامعة العالمية للنقابات الحرة.

سنة 1957 دخل الحكومة وزيرا للصحة ثم أسندت إليه في الستينات كل الوزارات الاقتصادية معا. وهو ما مكنه من أن يعطي منحى اشتراكيا للاقتصاد وإطلاق تجربة التعاضد في قطاعي الفلاحة والتجارة.

وفي جويلية من سنة 1968 أضيفت إليه وزارة التربية. كما كان في نفس الفترة عضوا بالديوان السياسي للحزب الاشتراكي الدستوري وأمينا عاما مساعدا، قبل أن يعزله بورقيبة في 7 نوفمبر 1969.

أحيل أحمد بن صالح على المحكمة العليا بتهمة الخيانة العظمى في ماي 1970 وقد أصدرت عليه حكما ب10 سنوات أشغالا شاقة. وتمكن من الهرب من السجن في فيفري 1973 ليلجأ إلى الجزائر، ثم استقر في بعض البلدان الأوروبية. أسس في منفاه حزب حركة الوحدة الشعبية ذات التوجه القومي.

وصدر عفو بحقه في ماي 1988 ليعود إلى تونس إلا أنه أمام رفض النظام الجديد حينها الترخيص لحركته وبعد معارضته لسياسته الداخلية والخارجية، غادر البلاد في سبتمبر 1990. اقترب في منفاه الجديد من الوزير الأول السابق محمد مزالي ومن راشد الغنوشي. وعاد بصفة نهائية إلى تونس في سبتمبر 2000.

رحم الله الفقيد و رزق أهله وذويه جميل الصبر والسلوان .

إنا لله و إنا إليه راجعون.