languageFrançais

هل تونس مستعدة ''فعلا'' لفتح حدودها ؟‎

تستعد تونس لفتح حدودها البرية والبحرية والجوية انطلاقا من يوم السبت 27 جوان الجاري وسط مخاوف من عودة انتشار وتفشي هذا وباء كورونا في البلاد.

هذا الإجراء أعلنت عنه رئاسة الحكومة يوم 2 جوان الجاري مع ''مراعاة الإجراءات الصحية'' بعد أن بينت المؤشرات في تلك الفترة أن تونس في طريقها إلى السيطرة على فيروس كورونا، هذه الجائحة التي حصدت إلى اليوم حوالي 480 ألف ضحية في العالم  ومازالت الأرقام في ارتفاع ، في حين لم يتجاوز عدد الوفايات في بلادنا الخمسين.

أعلنت مديرة المرصد التونسي للأمراض الجديدة والمستجدة نصاف بنعلية السيطرة على فيروس كورونا في تونس يوم 8جوان 2020 إثر مرور 5 أيام دون تسجيل حالات إصابة سواء وافدة أو محلية، مصرحة بأنه ''تم فعلا  السيطرة على الوباء بتونس''.وهو ما اعتبر بالانتصار الفعلي  للدولة التونسية على فيروس كورونا.

انتصار معنوي بثقل اقتصادي واجتماعي عجّل في اتخاذ قرار فتح الحدود وهو إجراء أثار بعض التحفظات والانتقادات من جهات عدة ،خصوصا مع عودة تسجيل حالات إصابات ضمن الوافدين على تونس الذين تم إجلاؤهم عبر رحلات استثنائية .

الدكتور سمير عبد المؤمن عضو اللجنة الوطنية لمكافحة فيروس كورونا أكّد في تصريحات إعلامية أن وزارة الصحة متخوفة من قرار فتح الحدود خصوصا بعد إلغاء الحجر الإجباري، مبينا أن وزير الصحة عبد اللطيف المكي  ولجنة مجابهة فيروس كورونا ضد هذا القرار الأخير.

وحذّر عبد المؤمن في تدوينة على حسابه على فايس بوك من كارثة قد تحل بالبلاد بداية من 18 جوان تاريخ إلغاء الحجر الصحي الإجباري والاكتفاء بالحجر الصحي الذاتي  للوافدين من الخارج، خصوصا في ظل غياب منظومة متكاملة للتعامل مع الحالات الوافدة تضمن القدرة على احتواء الوباء.

تعززت المخاوف بعد هرب فتاة من الحجر الصحي الإجباري في أحد الفنادق بالحمامات، واختلاطها بعدد المشاركين في حفل زفاف، مما استوجب وضع 80 شخصا في الحجر الصحي في مدينة منزل تميم مما يبين أن فكرة الحجر الصحي الذاتي تحتاج إلى المراجعة لأن التعويل على وعي المواطن غير كاف.

موجة ثانية في تونس غير مستبعدة ؟

كما أن معاينة الوضع في تونس تبين عدم وجود تقيّد من المواطنين بالإجراءات الصحية الوقائية ضد كوفيد 19 "وكأنهم لا يصدقون أن الخطر مازال قائما وبقوة"، حسب تصريح لوزير الصحة عبد اللطيف المكي خلال نقطة إعلامية بمقر الوزارة الثلاثاء 16 جوان 2020.

ولم يستبعد المكي في النقطة الإعلامية نفسها ''توقع موجة ثانية '' بالنظر إلى ما حصل في الصين التي اضطرت إلى إغلاق العديد من المناطق في بكين بسبب عودة انتشار الفيروس إضافة إلى تسجيل عشرات الوفيات يومياً في دول قريبة من تونس، مؤكدا أنه لا يتحدث عن خطر وهمي.

ويشدد وزير الصحة على ضرورة '' تقاسم أعباء المرحلة الحالية حتى تسجل تونس انتصاراً جديداً يعيدها إلى النشاط الاقتصادي مع تكثيف الرقابة على الحدود''.

لا يمكن منع التونسيين من العودة إلى بلادهم..لكن

رئيس لجنة التونسيين بالخارج بالبرلمان ثامر سعد  أكّد أحقية عودة  التونسيين إلى بلادهم  مبينا أنه ''بالدستور لا يمكن منع أي مواطن من الدخول إلى بلاده '' إلا أنّهم مطالبون بالخضوع للتراتيب الجاري بها العمل على غرار الالتزام بالحجر الصحي الذاتي .

رئاسة الحكومة التونسية أفادت في بلاغ الأربعاء 24 جوان أنها  ستتعامل مع البلدان حالة بحالة  في مستوى فتح الحدود وذلك حسب مدى انتشار الوباء في كل دولة  أنهت فترة الحجر الصحي الشامل وأعلنت عن فتح حدودها وذلك بالاستناد إلى المعايير العلمية والوبائية المتوفرة والمعتمدة دوليا ويتولى نشرها على الموقع الالكتروني الرسمي لوزارة الصحة santetunisie.rns.tn.

ويتوقع بداية من 27 جوان الجاري عودة أعداد كبيرة من التونسيين بالخارج  إلى بلادهم  وهم مطالبون بضرورة الاستظهار بشهادة مخبرية تثبت التحليل السلبي (PCR) كوفيد - 19 على ألا يتجاوز تاريخ إجرائه 72 ساعة عند الوصول إلى الحدود التونسية إضافة إلى الالتزام بالحجر المنزلي الذاتي وهذا الإجراء الأخير مازال يمثل محل جدل ويستدعي مسؤولية كبرى من التونسيين بالخارج تجاه وطنهم  ويقظة مضاعفة من التونسيين في الداخل المطالبين بالالتزام بإجراءات التوقي من فيروس كورونا المستجد .

كريم وناس

صورة صابرين درويش