languageFrançais

كيف يتابع التونسيون مسار تشكيل حكومة الجملي؟

تابع التونسيون منذ تكليف الحبيب الجملي بمهمة تشكيل الحكومة، حلقات متواصلة من مسلسل مشاورات وتجاذبات لم تنته حتى بعد إعلانه عن تركيبة حكومة 'كفاءات مستقلة' .

موزاييك رصدت آراء التونسيين بخصوص مسار تشكيل الحكومة التي يضعون عليها آمالا عريضة لحل العديد من المشاكل خاصة الاقتصادية والاجتماعية التي تعاني منها البلاد.

حيث اعتبر المواطن 'منصف البجاوي' (موظف) في تصريح لموزاييك أن المشهد السياسي في تونس يشهد لخبطة كبيرة أدت إلى إضاعة الكثير من الوقت على التونسيين، في حين أنه كان من المفترض أن لا يتأخر تشكيل الحكومة إلى اليوم رغم مرور أكثر من شهر ونصف على تكليف الحبيب الجملي بتشكيل الحكومة .وبين أنه كان من المفترض أن الطبقة السياسية في بلادنا قد اكتسبت البعض من الخبرة في إدارة الخلافات السياسية بعد مرور أكثر من 10 سنوات على الثورة.

وضع إقليمي يستدعي الإسراع في تنصيب حكومة جديدة

وشدد  'المنصف' على ضرورة الإسراع في تنصيب حكومة جديدة والابتعاد عن التجاذبات السياسية والمحاصصة الحزبية "خصوصا وأن الوضع الإقليمي خاصة في علاقة بما تشهده الجارة ليبيا من تدخل عسكري تركي" يتطلب وجود حكومة قادرة على مجابهة التحديات الأمنية والاجتماعية  التي قد تواجهنا جراء التدخل الأجنبي. وتحدث في هذا السياق عن إمكانية تسرب إرهابيين إلى بلادنا إضافة إلى إمكانية استقبال لاجئين فارين من النزاع المسلح في ليبيا وهو ما يتطلب يقظة عالية.

وأفاد الشاب 'ماجد دلالة' (عاطل عن العمل) أن تأخر  تشكيل الحكومة مردُه تضارب المصالح بين الأحزاب السياسية ومماطلات لا داعي لها حسب تعبيره .وشدد على ضرورة توحّد السياسيين وانكبابهم على الاهتمام بمشاكل الشعب الحقيقية وتقديم مصلحة البلاد قبل مصالحهم الشخصية الضيقة خصوصا في ظل ما تعانيه بلادنا من مشاكل اقتصادية أدت إلى تفاقم أزمة البطالة.

التجاذبات السياسية أصبحت أمرا عاديا

 أما 'رملة' فقد صرّحت بأن التونسيين قد تعودا على اللخبطة في المشهد السياسي في ظل تعدد الحكومات بعد الثورة وأصبحت التجاذبات السياسية في بلادنا أمرا عاديا .وبينت أن تأخر تشكيل الحكومة أدى إلى تعطل العديد من الملفات خصوصا الاقتصادية إلا أن أملها مازال قائما في أن يتفق السياسيون حول ما ينفع المواطن التونسي مستقبلا.

وبيّن جلال (دكتور في العلوم السياسية بجامعة بوردو) أن طول المشاورات والعثرات التي حفت بمسار تشكيل الحكومة هي نتيجة لتشتت البرلمان الذي أفرزته نتائج الانتخابات التشريعية فضلا عن عدم وجود أحزاب قوية قادرة على الأخذ بزمام الأمور وضمان الاستقرار السياسي للحكومة المنتظرة.

ترقّب وانتظار.. ومصالح معطلة

وبين 'الطاهر' (متقاعد)  أن التونسي ظل في حالة ترقّب وانتظار للحكومة المقبلة التي لم ترى النور بعد رغم مرور حوالي 50 يوما مما أدى إلى تعطّل مصالح المواطنين خصوصا مع الإدارات العمومية.واعتبر أن المؤشرات الأولية للمتابع لمسار تشكيل الحكومة لا تدل على أن بلادنا ستتقدم نحو الأفضل في ظل هذه التجاذبات والصراعات السياسية البعيدة كل البعد عن مطامح وانتظارات الشعب.

 

الطبقة السياسية تتحمل المسؤولية

وصرّح المواطن 'غنوشي الغنوشي' أن السياسيين هم سبب تأخر تشكيل الحكومة خصوصا في ظل اختلاف وجهات النظر بين كل الكتل السياسية دون استثناء .وأشار إلى أن كل الملفات الاقتصادية والاجتماعية ظلت عالقة في انتظار الحكومة الجديدة.

وحمّل الغنوشي النخبة السياسية مسؤولية إضاعة الكثير من الوقت على البلاد في حين أن المصلحة الوطنية تقتضي تجاوز كل الخلافات الإيديولوجية والتجاذبات السياسية التي أضرت بالبلاد والعباد على حد قوله.

 

كريم وناس