languageFrançais

40 قرارهدم لم ينفّذ: من يحمي قرطاج؟

ما تزال الإعتداءات على المناطق الأثرية متواصلة وسط صمت مريب  يدعو إلى إثارة الشكوك حول وجود شبهات فساد.

وقد تمّ رصد العديد من التجاوزات في هذا الخصوص وخاصة في منطقة قرطاج  بالضاحية الشمالية للعاصمة حيث تشهد المنطقة انشاء بناءات على أراض من المفروض أن تكون مجالا للتنقيب عن الأثار خاصة بعد صدور قرارت انتزاع لفائدة الدولة بشأنها، على غرار الأمر الحكومي عدد 963 لسنة 2016 المؤرّخ في جويلية 2016 يتعلّق بالإنتزاع للمصلحة العمومية لقطعة أرض أثرية كائنة بمعتمدية قرطاج من ولاية تونس.

ولكن يبدو أنّ هذه القرارات الرسمية تبقى مجرّد حبر على ورق ولم تحل دون تشييد بناءات مما يثير تساؤلات حول وجود نافذين أقوى من سلطة القانون.

قرطاج مهدّدة بالسحب من قائمة التراث العالمي

وكانت موزاييك أف أم قد تطرّقت إلى مسألة تواصل الاعتداءات على المواقع الأثرية في قرطاج مما جعل المنطقة تصبح مهددة بالسحب من قائمة التراث العالمي.

 أكّد محمد علي الحمامي مساعد أول لرئيسة بلدية قرطاج في تصريح لموزاييك أن تقصير البلدية في هذا الملف دفعه إلى الاستقالة من رئاسة لجنة المحافظة وتثمين التراث.

هذه التصريحات أعقبها ردّ من المعهد الوطني للتراث في بيان  أوضح فيه أنّ أغلب التجاوزات الحاصلة بهذه المنطقة من موقع قرطاج حصلت في الفترة الممتدة ما بين 2013 و 2015 أي قبل صدور أمر انتزاع القطعة وتحويلها إلى المعهد الوطني للتراث، حسب نصّ البيان.

وأضاف المعهد أنّ ''أغلب هذه التجاوزات وقعت في فترة النيابة الخصوصية التي لم تقم بتطبيق قرارات الهدم و إنما منحت أيضا بعض رخص البناء في هذا المجال وفي غيره من قرطاج  دون أخذ رأي المعهد الوطني للتراث وهو مخالف تماما للتراتيب الجاري بها العمل''.

وأشار البيان إلى أنّ التجاوزات تواصلت بالمنطقة الى موفى 2018، وأنّ المعهد الوطني للتراث أصدر  أكثر من 40 قرارا للهدم لم ينفذ منها إلا القليل.

وأكّد البيان أنّ المعهد ''ليس له السلطة التنفيذية ويتولى دوما وفي وقت سريع إشعار البلدية بكل تجاوز وهي المخولة قانونا لتنفيذ قرارات الهدم بالتنسيق مع مصالح الولاية.''

ونشر المعهد على صفحته بفيسبوك كشفا حول مخالفات البناء المنجزة بالمنطقة الأثرية.

وفي ظلّ تنصّل كلّ طرف من مسؤوليته أمام هذا التعدي الصارخ على أحد أهم المواقع الأثرية ليس في تونس فقط بل وفي العالم، يبقى الملف يراوح مكانه وبالتالي ترك المجال لمزيد من التجاوزات وربّما سحب قرطاج من قائمة التراث العالمي.

إقرأ أيضا:

من المسؤول على تواصل الاعتداءات على المواقع الأثرية بقرطاج ؟