languageFrançais

هل تخلّت النهضة نهائيا عن يوسف الشاهد؟

دخلت حركة النهضة منذ تصريح رئيسها الأخير، إجتماع مجلس شوراها اليوم الأحد بسيناريوهين إثنين، إما الدفع نحو التمسك ببقاء رئيس الحكومة يوسف الشاهد أو التخلي عنه والقبول بتغييره بشخصية أخرى والاتفاق على تركيبة حكومية وفاقية.


كما دخلت النهضة اجتماعها في مجلس شوراها بهاجس البحث عن ضمانات في حال القبول بالسيناريو الثاني وتتعلّق هذه الضمانات أساسا بتوفير حضور محترم جدا في التركيبة الحكومية القادمة، أي بحضور وزاري ''نهضوي'' مهم يضمن لها المشاركة الفعلية في الحكم، والإبقاء على التوافق السياسي بينها وبين نداء تونس، مع ضمان تواصل العلاقات الطبيعية مع المنظمات الوطنية وعلى رأسها الاتحاد العام التونسي للشغل. 


وكان الغنوشي قد التقى أمس بأمين عام الاتحاد بطلب من راشد الغنوشي يبدو أنه انتهى بالموافقة المبدئية المشروطة على تغيير رأس الحكومة، لكن أيضا بشروط أهمها ضمان التوافق السياسي ليس فقط مع النداء بل مع بقية المنظمات الوطنية لتنفيذ الإصلاحات الكبرى في وثيقة قرطاج 2 خصوصا في مجالات إصلاح الضمان الاجتماعي والمالية العمومية وتوفير سلم اجتماعية تضمن التطبيق العاجل للإصلاحات.


وكان المدير التنفيذي لحركة نداء تونس حافظ قائد السبسي، قد بعث برسالة خاصة إلى اجتماع مجلس الشورى من خلال تدوينة على صفحته الرسمية مفادها أن قيادة حزب النداء متمسكة بالإبقاء على التوافق السياسي والوحدة الوطنية.


ويبدو أن رسالته قد بلغت إلى قيادات الحركة، ورَجُحت الكفّة لصالح السيناريو الثاني من خلال مواقف عدد من قيادات الحركة على التخلي عن الموقف السابق المتمسك برئيس الحكومة وتفويض رئيس الحركة ليتفاوض غدا في اجتماع قرطاج 2 على مغادرة الشاهد ومناقشة جملة من الشروط المتعلقة باستمرار التوافق السياسي بين الحزبين الكبيرين وبقية المنظمات الاجتماعية، وإقرار الضمانات المطلوبة للاستقرار السياسي والتعجيل بالمضي سريعا في الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية.