languageFrançais

كيف تستفيد تونس من التجربة البورقيبية في ظلّ التهديدات التي تعيشها؟

اعتبر عالم الاجتماع وأستاذ العلوم السياسية محمد كرو أنّ استرجاع الذاكرة البورقيبية في هذه الفترة مهم في ظلّ التهديدات التي تعيشها الدولة التونسية خصوصا وأنّها دولة شابة عمرها أكثر من ستّين سنة وتحتاج إلى قرن أو قرنين حتّى تصبح صلبة.

وأضاف كرو في تصريح لموزاييك، خلال ندوة دولية حول موضوع بورقيبة المؤسّس، بأنّ الزعيم الحبيب بورقيبة قد راهن في بداية الاستقلال على الشباب واعتمد على وزراء لا تتجاوز أعمارهم الـ 25 سنة، في حين أنّ الأمر اليوم أصبح مختلفا لا على مستوى الحكام فقط وإنّما حتّى على مستوى المحكومين من أحزاب سياسية وغيرها ممّا أدّى إلى نفور الشباب وهروبه. 

وأكّد عالم الاجتماع محمد كرو أنّ الدرس البورقيبي يُستخلص منه أن المحافظة على الدولة يكون من خلال الإعتماد على الشباب وبالإصلاحات الكبرى الغائبة حاليا عن الساحة السياسية التونسية التي تشهد اليوم إصلاحات طفيفة خصوصا على مستوى أهم المكتسبات البورقيبية المتمثلة في الصحة والتعليم والسكن الاجتماعي. 

من جهته، أكّد عضو المجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون ''بيت الحكمة''، عبد الحميد هنية أنّ التونسيين لم ينسوا بورقيبة، مضيفا أنّ الكلّ يتذكره بطريقته. 

وأضاف هنية في تصريح لموزاييك، خلال ندوة دولية حول بورقيبة المؤسّس، أنّ هناك من يُمجد بورقيبة وهناك من يستهدفه إلى اليوم إضافة إلى وجود من يستعمل الذاكرة البورقيبية خدمة لمصلحته السياسية. 

وأشار عبد الحميد هنية إلى أنّ هذه الندوة الدولية تهدف إلى البحث عن الاستعمالات المتعددة والمتنوعة للذاكرة البورقيبية ضمن محاولة لفهم هذه الأبعاد والاستعمالات خصوصا وأن بورقيبة جزء هام ورئيسي من الذاكرة التونسية.

أما رئيس بيت الحكمة محمود بن رمضان، فقد اعتبر أنّه وقع تغييب بورقيبة وعزله لمدة 35 سنة، مشيرا إلى أنّه اليوم تم ّتحرير بورقيبة واسترجاع ذاكرة الزعيم التي تم تغييبها عمدا. 

وأضاف بن رمضان في تصريح لموزاييك، بأنّنا اليوم أصبحنا أحرارا وبالامكان الحديث عن مؤسّس الدولة الوطنية الحديثة.

وتابع رئيس بيت الحكمة "لبورقيبة دور كبير في تونس اليوم ونحت تونس تم من طرف بورقيبة واليوم أصبحنا أحرارا وقادرون على الحديث عن بورقيبة بكل حرية وبكل موضوعية ضمن مؤسسة علمية".