languageFrançais

اغتيال الشهيدين: هيئة الدفاع تلجأ إلى الرأي العام الدولي وتكشف الجديد

قال رضا الرداوي عضو هيئة الدفاع عن الشهيدين محمد البراهمي وشكري بلعيد إن اللجوء إلى عقد ندوة صحفية بجنيف في سويسرا مساء الجمعة 25 نوفمبر 2022 يأتي في إطار إعلام الرأي العام الدولي بمستجدات هذا الملف الذي استمر ضمن القضاء التونسي لمدة 10 سنوات.

ونفى الرداوي أن يكون هذا التمشي ضمن إطار تدويل القضية وإنما ضمن جهود الهيئة التي بدأت تكتشف وجود علاقة مباشرة وجدلية بين اغتيال الشهيدين والمشروع الذي تم تنفيذه في تونس المتعلق بتسفير الفتيات والشباب التونسي إلى بؤر التوتر ومحاولة إسقاط الأنظمة وتعويضها بأنظمة مساندة لحركة الإخوان المسلمين.

مسؤولية الغرب في إرساء المشروع الإخواني داخل الأوطان العربية

وأشار الرداوي إلى أن هذا المشروع نجح جزئيا في تونس وليبيا ومصر وكان بصدد النجاح في سوريا وكان الشهيدين شكري بلعيد ومحمد البراهمي بمثابة حجرة العثرة أمام تنفيذ هذا المشروع فضلا عن مسؤولية الدول الغربية التي ساهمت في إرساء هذا المشروع داخل الأوطان العربية وساندته ماديا سياسيا ولا تزال تقدم هذا الدعم في بعض الحالات حسب تعبيره.

 وبين رضا الرداوي أنه هذه الندوات الدولية لن تتوقف على جينيف وإنما ستُعقد كذلك في العاصمة الفرنسية باريس ومدينة وبروكسال في بلجيكيا ومدينة نيويورك الأمريكية للتعريف بهذه القضية العادلة التي لم تنل العدل والإنصاف في تونس منذ 10 سنوات داخل أورقة المحاكم صلب القضاء الوطني.

وشدد الردّاوي على أن هيئة الدفاع بصدد التحول جيلا بعد جيل لحركة مقاومة لهذا المشروع الإخواني في المنطقة من الضفة الجنوبية للمتوسط وتحاول مواصلة هذا التمشي والوصول إلى الرأي العالمي الدولي من خلال التعريف بها من جنيف.

وتحدّث رضا الرداوي في ندوة جنيف عن فصول قديمة من ملف الشهيدين في ظل تشابك الملفات والمعطيات، مبينا أن هذا الملف يحمل خصوصية لا مثيل لها في تاريخ القضاء التونسي حيث تم بعثرة المعطيات المتعلقة بعمليات الاغتيال ووضعها في ملفات جانبية وهامشية حتى لا يتم اكتشاف الحقيقة وكان على هيئة الدفاع البحث عن هذه الملفات ضمن ما يمسى  بالمحاماة الاستقصائية  .

وذكّر الرداوي خلال هذه الندوة بما تم كشفه مسبقا في ندوات صحفية بتونس متعلقة بالجهاز السري لحركة النهضة الذي كان موجودا قبل الثورة وتواصل عمله حتى بعد وصول الحركة إلى السلطة فضلا عن ما عرف بالغرفة السوداء داخل وزارة الداخلية والجهاز المالي السري الذي يشرف عليه ناجح الحاج لطيف .

معطيات جديدة

وكشف عضو هيئة الدفاع عن الشهيدين رضا الرداوي عن مستجدات في قضية اغتيال الشهيد شكري بلعيد مصرحا بأن هذه المعطيات تم تجميعها بناء على ما توفر من معلوما مضمنة في ملفات قضائية ومحاضر رسمية .

ويتعلق المعطى الأول بشكري بن عثمان الذي كان يشغل منصب إمام جامع الرحمة بحي الخضراء الذين احتضن كل الإرهابيين المساهمين في عملية الاغتيال على غرار كمال القضقاضي ومحمد علي دمق وياسر المولهي ومحمد العوادي ومحمد العكاري وعز الدين عبد اللاوي  .

وصرّح الرداوي بأنه بالرغم من أن شكري بن عثمان هو الذي أعطى فتوى لاغتيال شكري بلعيد فإن التعامل القضائي معه اقتصر على الاستماع إليه كشاهد رغم أنه كان من المفروض أن يكون بين المتهمين  إلا أن وكيل الجمهورية بالمحكمة الابتدائية بتونس بشير العكرمي كان له رأي آخر  ولم يوجه له بغرابة شديدة أي اتهام  ولم يحجر عليه السفر إلى حين خروجه من تونس.

علاقة النهضة بأنصار الشريعة

كما تحدث رضا الرداوي عن معطى ثاني جديد بتعلّق بنور الدين قندوز الذي كان قد صرّح في اعترافات قضائية بتدخله لدى أنصار الشريعة بطلب من رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي لفض اعتصام التنظيم في جامعة منوبة من أجل تمكين المنقبات من مواصلة الدراسة فضلا عن تدخله لفائدة إمام مسجد ينتمي لحركة النهضة بطلب من الغنوشي تم رفضه من قبل أنصار الشريعة وقد قبل أبو عياض هذا التدخل وقام بالصلاة وراءه حتى يقبله أنصاره في التنظيم.

وتحّدث عضو هيئة الدفاع عن الشهيدين أيضا عن تقديم النهضة لحماية كبرى لهذا الشخص الذي قدم وجدي غنيم في جامع ديبوزفيل لتقديم محاضرة خلال جولته في تونس في تلك الفترة التي شهدت استقدام شيوخ أجانب إلى بلادنا.

وأكّد رضا الرداوي أن نور الدين قندوس كان ينتمي للمجموعة التي خططت لاغتيال شكري بلعيد  وتم معرفة هذه المعلومات من خلال تصريحات تقدم بها أحد المتهمين في قضية اغتيال شكري بلعيد تفيد بأن قندوس كان ضمن المجموعة المسؤولة عن الاغتيال وهذه المعطيات تم كشفها في سبتمبر  2022. وصرح بأن هذه المستجدات تبين ارتباط حركة النهضة بتنظيم أنصار الشريعة.

كريم وناس