languageFrançais

الحمامي: هناك انفصام بين ما يدرس من مضامين وبين الواقع المعيش

أبرز الأستاذ الجامعي في الدراسات الحضرية ورئيس جمعية فواصل للدراسات الفكرية والاجتماعية نادر الحمامي، في تصريح لموزاييك اليوم الأربعاء 29 جوان 2022، أنّ البرامج التعليمية في المدرسة التونسية تكرّس هوية معيّنة، معتبرا التعليم أداة سياسوية.

وجاء ذلك على هامش ندوة فكرية لتقديم الكتاب الجماعي"البرامج التعليمية في تونس والتربية على التعدّد، تعليم ارتودكسي في واقع متغير" من تأليف 7 باحثات وباحثين ممارسين لمهنة التعليم بالمدارس الثانوية وهم ناظم بن إبراهيم ورامي البرهومي وحازم الشيخاوي وأميرة الهميلي وسلمى بنعمر وسندة العرفاوي وفهمي رمضاني.

ويشار إلى أنّه تمّ الاشتغال عليه في إطار برنامج أطلقته الجمعيّة منذ جوان 2020 من أجل إعادة النظر في المضامين التعليمية من السنة الأولى ابتدائي إلى السنة التاسعة إعدادي.

وشدّد الحمامي أنّه من خلال استقراء دقيق للبرامج التعليمية لـ7 مواد مختلفة تبيّن لهم أنّ التعليم يكرّس نظرة واحدة ويقصي جميع أنواع الاختلاف، مضيفا أنّه تمّ استخلاص أنّ التعليم لا يؤسّس لثقافة ديمقراطية مبنيّة على التعدّد.

ودعا الحمامي إلى ضرورة أن تنمي المدرسة البعد المقدّس والمنطق  العلمي  للتلميذ وجعله قادرا على التمييز والتفكير بصفة حرّة وفردية وهو ما يتطلّب حسب تقديره، تغيير دور المعلم داخل القسم، مشدّدة على ضرورة أن تأخذ وزارة التربية نتائج الدراسة بعين الاعتبار للعمل على جعل دور المعلم والمناهج مواتية للواقع الحالي.

وقال الحمامي إنّ التلميذ يجدّ صعوبات في تعلّم اللغات، معتبرا أنّ هناك انفصام بين ما يدرس من مضامين وبين الواقع المعيش، مؤكّدا أنّ لذلك تأثيرات سلبية على الطفل منها النفور من الدراسة والتوجّه إلى عقلية الربح والنفور الاجتماعي ورفض الآخر.

هذا وأجمع مؤلفو الكتاب على أنّ البرامج التعليمية لم تعد تربي على مبادئ التعدّدية والتسامح وأنّ هناك عداوة نشأت بين التلميذ والمدرسة بسبب البرامج وطرق التدريس وتفاقم ظواهر العنف والتعصّب والإرهاب، داعين إلى ضرورة مراجعة هذه المضامين في ظلّ التغييرات التي تعيشها تونس والعالم لخلق شخصية مواطنية للتلميذ ليكون مستعدا لقبول الإختلاف.

هيبة خميري