languageFrançais

تعاظم استعمال التكنولوجيا الحديثة في الصحة: معطيات التونسيين آمنة؟‎‎

أكّد رئيس الهيئة الوطنية لحماية المعطيات الشخصية شوقي قداس أن المعطيات الشخصية في مجال الصحة غير محمية في تونس بالشكل الكافي رغم وجود تشريعات وقوانين كفيلة بحمايتها.

وأرجع قداس في تصريح لموزاييك غياب الحماية للمعطيات الشخصية في مجال الصحة في تونس إلى غياب الوعي والمعرفة  والثقافة وعدم التكوين للأطباء  في مجال حماية المعطيات الشخصية.

ويشير رئيس الهيئة الوطنية لحماية المعطيات الشخصية إلى أن المعطيات الصحية تعتبر حساسة لأنها تمس من الحياة الخاصة للأشخاص وبإمكانها أن تعرّضه إلى التمييز السلبي في المجال المهني على سبيل المثال.وهذه الحساسية تستدعي حماية المعطيات الصحية بشكل أكبر من المعطيات الشخصية الأخرى، يضيف شوقي قداس.

ويُبين شوقي قداس أن إشكالية حماية المعطية الصحية ليس مطروحة في تونس فقط وإنما هي مسألة عالميا نظرا لتأثيرها على المصالح الإستراتيجية للدول خصوصا في ظل تعاظم استعمال التكنولوجيات الحديثة في قطاع الصحة مما قد يشكل بعض استعمالاتها خطرا كبيرا في ما يتعلق بكيفية حماية المعطيات الشخصية والمعلومات الحساسة الخاصة بالمرضى والمتداوين وعلاقتها بالأطباء وواجب السر المهني لديهم.

وأضاف شوقي قداس أن المعطيات الصحية ليست هامة للشخص فقط وإنما للدولة أيضا خصوصا في ظل إمكانية استعمالها في صورة تسربها إلى الخارج من قبل لوبيات الأدوية خاصة في مجال البحوث.

وُيشدد رئيس الهيئة الوطنية لحماية المعطيات الشخصية على أن عدم الحماية بما فيه الكفاية للمعطيات الشخصية المتعلقة بالصحة تعتبر ضررا للشخص نفسه ولميدان الصحة كذلك مما قد يخلق مناخا من عدم الثقة بين المتداوين والأطباء وتعتبر ضررا كبيرا للدولة التونسية لأن فيها مسا من سيادتها الوطنية.

الباجي قائد السبسي انزعج من تداول ملفه الصحي إعلاميا

وكشف رئيس الهيئة الوطنية لحماية المعطيات الشخصية شوقي قداس عن تعبير الرئيس الراحل الباجي قايد السبسي عن انزعاجه من تداول معطياته الصحية خلال فترة الحملة الانتخابية إعلاميا ،وذلك خلال لقاء جمع به بمناسبة  تقديم التقرير السنوي لنشاط الهيئة.

ويُذكر أن بعض الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي  تداولت مؤخرا تسريبات منسوبة لمديرة الديوان الرئاسي السابقة نادية عكاشة تتضمن مكالمات هاتفية تتحدث عن تفاصيل تتعلق بفترة عملها في رئاسة الجمهورية من بينها تصريحات تتناول الوضع الصحي للرئيس قيس سعيّد.وهي تسجيلات دحضتها نادي عكاشة وأكدت أنها مفبركة.

وقد فتحت النيابة العمومية تحقيقًا في التسجيلات الصوتية المسربة والمنسوبة إلى نادية عكاشة.وتعهدت الوحدة الوطنية للبحث في جرائم الإرهاب والجريمة الماسة بسلامة التراب الوطني التونسي بإجراء الأبحاث الفنية بهدف التأكد من التسجيلات وتحديد أثرها القانوني نظرًا لخطورة مضمونها، بحسب بلاغ للنيابة العمومية.

حقيبة أدوات خاصة بحماية المعطيات الصحية

يذكر أن الهيئة الوطنية لحماية المعطيات الشخصية أطلقت الثلاثاء 17 ماي 2022 حقيبة الأدوات الخاصة بحماية المعطيات الشخصية في مجال الصحة التي تم وضعها بالاعتماد على خبرة مجلس أوروبا وبالتعاون مع ممثلي قطاع الصحة في تونس.

وتهدف ''حقيبة الأدوات''  إلى مزيد تحسيس المهنيين والمتدخلين في القطاع الصحي في تونس والذي يضم المتداوين والباحثين وكل المؤسسات المعنية بعمليات تبادل ومعالجة البيانات وخاصة المعطيات الشخصية المتعلقة بصحة الأشخاص.

عميد الأطباء سابقا سليم بن صالح يؤكد لموزاييك أن المعطيات الصحية للمرضى غير محمية في تونس نظرا لغياب ثقافة حماية المعطيات الشخصية في كل المجالات.

ويبين بن صالح أن الأطباء مطالبون بإعلام مرضاه بتحوزهم على معطيات شخصية تهمهم ومن واجبه المحافظة عليها وعدم الإفصاح عنها لأي جهة كانت بما فيها السلطات إلا بعد استشارة العمادة والهيئة الوطنية لحماية المعطيات الشخصية.

لا يمكن للطبيب إطلاع شركات التأمين على كافة المعطيات

ويضيف عميد الأطباء السابق سليم بن صالح أنه لا يمكن للأطباء إطلاع شركات التأمين على الصحة على كافة المعطيات المتعلقة بالمرضى مبينا ضرورة توجيه الرسالة التي تبين مجالات تدخل الطبيب للطبيب المتعاقد مع شركات التأمين مباشرة ، مشيرا في هذا الصدد إلى أنه في تونس لا يتم احترام هذه الإجراءات الحمائية ويتم معالجة بيانات المرضى والإطلاع عليها من قبل إداريين وأشخاص لا يخضعون لواجب السر المهني وغير متكونين في كيفية حماية سرية المعلومات الصحية التي يؤتمنون عليها.

ويؤكد عميد الأطباء السابق أن المعطيات الصحية هي ملك للمريض ولا يمكن تسريب معطياته إلا بترخيص منه حتى في صورة توجيهه إلى طبيب آخر ومن قسم إلى قسم في مستشفى واحدة .

ويشير سليم بن صالح إلى أن الأدوات الخاصة بحماية المعطيات الشخصية في مجال الصحة تم تجميعها في حقيبة إلا أن التطبيق يتطلب تبسيطا أكثر لهذه الأدوات من قبل عمادة الأطباء والنقابات ووزارة الصحة خاصة في ظل تعاظم استعمال التكنولوجيات الحديثة في مجال الصحة  ومما قد تخلقه هذه الاستعمالات من أخطار كبيرة فيما يتعلق بحماية المعطيات الشخصية للمرضى.

كريم وناس