languageFrançais

رغم أنه صمام أمان القطاع: متى يأخذ التونسي صفة السائح الدائم؟

تداول مهنيو القطاع السياحي خلال لقاء نظمته وزارة السياحة ملف " السياحة الداخلية"أين توقف المهنيون على النقائص واقترحوا عدة حلول بعد تشخيص لحاجيات التونسيين من الفاعلين في القطاع السياحي ومستوى إقبالهم على برمجة رحلاته وعطلهم ببلادهم لما تزخر به من مخزون ثري طبيعي وثقافي وتاريخي  .

استقطاب السائح التونسي مسؤولية مهني القطاع والبلديات

و اعتبرت رئيسة الجامعة التونسية للنزل درة ميلاد أن السياحة الداخلية احد الأركان الرئيسية للقطاع و تستحق دفعا  لإنعاشها مشيرة إلى أن أبرز انتظارات التونسيين من السياحة الداخلية هي تطوير الخدمات المسداة لهم معتبرة أن ذلك ليس مسؤولية أصحاب الفنادق فقط بل كافة الأطراف الاجتماعية منها البلديات التي هي  مدعوة لبذل مجهود إضافي لتثمين مخزونها الطبيعي والثقافي والتاريخي وتوفير خدمات تحتاجها العائلات التونسية لتجشيعها على التنقل والسياحة الداخلية.

من جانبه  قال رئيس الجامعة التونسية لوكلاء الأسفار جابر عطوش أن وكيل الأسفار الأكثر قربا من السائح التونسي والانتعاشة على مستوى السياحة الداخلية تتطلب  تحقيق التوازنات في النشاط السياحي وعلى مستوى العرض والطلب واقترح إضافة شعار بعنوان "اعرف بلادك' لشعار "تونس ليك" الذي أطلقته وزارة السياحة عبر وكالة خاصة  .

إعفاء المواطن من كثرة الأداءات يجعله يقبل على التمتع بجمال بلاده

واعتبر جابر عطوش أن التونسيين لا يعرفون بلادهم وثراء مخزونها وهي ثقافة بجب أن تغرس في عقلية الأجيال القادمة وخلق شعور بالانتماء لهذا الوطن من خلال مشروع اعرف بلادك بالاستناد على  الأدلاء السياحيين وتطوير وسائل النقل السياحي  وبرمجة رحلات  خارج فترات العطل والأوقات المدرسية وما كان ينتظم من رحلات تثقيفية استكشافية اثر على معرفة الأجيال ببلادهم.

ودعا عطوش وزير السياحة إلى التباحث مع نظيره للتربية لتعديل خارطة توزيع العطل المدرسية التي تعتبر مشكلا كبيرا لتزامن اغلبها مع عدة تظاهرات ببعض الجهات بالجنوب التي نتعش فيها السياحة على حساب أماكن أخرى مع إعفاء المواطن من كثرة الأداءات على القيمة المضافة وهو ما يساعد وكلاء الأسفار على مزيد تمتيع السائح التونسي من تخفيضات تصل مابين 19 الى 30 بالمائة  وهو مايجعل السياحة معدل للاقتصاد التونسي . 

تغيير النظرة التي تعتبره في منزلة ثانية بعد السائح الأجنبي

من جانبه اعتبر رئيس المنظمة التونسية للدفاع عن المستهلك 'عمار ضية 'أنه من المهم أن يأخذ التونسي صفة السائح وتغيير النظرة التي تعتبره في منزلة ثانية بعد السائح الأجنبي  في السوق السياحية التونسية. وأضاف انه من المهم أن تصبح السياحة لا مجرد  رفاه بل حقا يتمتع به كل مواطن تونسي بأشكال متعددة لترغيبه على الإقبال و التمتع ببلاده ومزاياها واستقطاب الأجيال المقبلة  ودفعهم لاستهلاك  منتوج تونس من الصناعات التقليدية.

يجب أن لايتواصل النظر للتونسي على انه وخط دفاع ثاني لإنقاذ القطاع

من جانبه قال رئيس  الجامعة التونسية للمطاعم السياحية محمد حواص انه  رغم أهمية السياحة الداخلية ثقافيا واقتصاديا واجتماعية إلا أنها لا تجد اهتماما من الفاعلين على المستوى الرسمي أو غير الرسمي رغم أنها لا تقل أهمية عن السياحة الخارجية والتي تعادلها في الأهمية بل تعتبر صمام أمان وخط دفاع ثاني في حال ركود حركة السياحة الخارجية نتيجة الكوارث .

واعتبر أن المطاعم السياحية تعتبر الملاذ الأسهل والأقرب لتنشيط السياحة الداخلية رغم الآثار السلبية التي يعاني منها أهل القطاع بسبب الجائحة وأن من بين الإخلالات هي استثناء قطاع المطاعم في  صياغة المؤشرات والإحصائيات التنموية في المنظومة السياحية وفي التقارير السنوية للسياحة التونسية  وتغيب مساهمته في  الناتج القومي الخام حيث لا يمكن الحديث عن مردود للسياحة  الداخلية دون مطاعم سياحية واستنباط حلول مبتكرة بالتعاون مع الوداديات والوزارات التربية والثقافة والنقل والتعليم العالي والبنوك لوضع استراتيجية لتحقيق سعادة وراحة نفسية السائح التونسي.

إرساء نوع جديد وهي سياحة التخييم في الفضاءات المفتوحة

وأكد رئيس ديوان وزيرة الشؤون الثقافية يوسف الأشهم على أهمية تطوير السياحة الثقافية الداخلية واستغلال الرصيد الثري لتراثنا الأثرية والمعمارية والمعاشة منها إلى جانب والتراث غير المادي لاستقطاب التونسي نحو بلاده ودعم إقباله على برمجة رحلاته السياحية بتونس  وذلك بالتعاون مع وزارة السياحة .وشدد على أهمية إرساء نوع جديد من الطرق السياحية وهي سياحة التخييم في الفضاءات المفتوحة التي أصحبت معتمدة عالميا وهي تجمع  بين الثقافة والسياحة والأكيد ستكون عنصرا هاما من السائح التونسي وتخدم علاقة التنمية المستدامة بالمسالة الثقافية والسياحية .

هناء السلطاني