languageFrançais

من هو قيس سعيد ''الرئيس'' الذي صعد من مدارج الجامعة؟

كان من بين الوجوه التي لحِظها التونسيون بعد ثورة 14 جانفي 2011، حين عرفت البلاد طفرة إعلامية وسياسية قفزت خلالها أسماء سياسية وحقوقية يصعب عدّها، لكنه نجح في أن يبرز في ذلك الزحام، وشدّ إنتباه المتابعين من خلال شخصيته المختلفة وحضوره الطريف وتدخلاته الرصينة، كما عرف شهرة واستحسانا خلال ظهوره في وسائل الإعلام، حين فسر وبسط المسائل الدستورية ''المعقدة'' تزامنا مع نقاشات وجدل كتابة الدستور الجديد للبلاد في 2014.

قيس سعيد أستاذ القانون الدستوري الذي صعد من مدارج الجامعة إلى سدة الحكم، تصدر إسمه في الفترة الأخيرة  إهتمام الشارع التونسي، بعد أن أعلن اعتزامه الترشح للانتخابات الرئاسية، وهو شخصية تظهر في صورة الإنسان المستقيم والصارم ''نادر الإبتسام''.

بدأ بروزه المفاجئ في نوايا التصويت في استطلاعات الرأي، منذ السنة الفارطة، لكونه شخصية ''خارج نظام الحكم وقريبة من التونسيين الذين ملوا نظام الحكم السائد وممثليه من السياسيين''.

وُلد سعيّد في 22 فيفري 1958 في عائلة متوسطة من أب موظف وأم ربة بيت، درس في الجامعة التونسية وتخرج منها ليدرّس فيها لاحقا القانون الدستوري قبل أن يُحال على التقاعد منذ سنة.

وقد تحصّل على شهادة الدراسات المعمقة في القانون الدولي العام من كلية الحقوق والعلوم السياسية بتونس وعلى دبلوم الأكاديمية الدولية للقانون الدستوري، ثم باشر تدريس القانون في جامعة ''سوسة'' وأشرف لفترة وجيزة على قسم القانون العام لينتقل إثرها ومنذ 1999 وحتى 2018 إلى جامعة العلوم القانونية والسياسية في تونس العاصمة. ولم يتحصل سعيد -الذي يلقّبه أنصاره بـ''الأستاذ''- على شهادة دكتوراه، كما كانت كتاباته ومنشوراته القانونية والأكادمية نادرة. 

وقيس هو أبٌ لبنتين وولد، وهو زوج القاضية إشراف شبيل التي كان أول ظهور لها إلى جانبه يوم الإقتراع في الدور الأول من الرئاسية. 

كان من ضمن أسباب الجدل الذي أثاره سعيد منذ إعلان ترشحه للرئاسية، شحّ المعلومات عنه وقربه من شخصيات مختلفة حدّ التناقض.. ويُنظر لسعيّد على أنه المترشح ''المستقيم والنظيف'' الذي يقطن منزلا بسيطا في حيّ شعبي.

وطالما أكد سعيد منذ إنطلاق حملته للرئاسية، أن جل أنصاره ومسانديه طلبة وشباب متطوعون، وتتمركز حملته الانتخابية في مكتب بسيط في قلب العاصمة. ويرتكز برنامجه الإنتخابي على شعار ''الشعب يريد'' ومن خلال الدعوة إلى إنتخاب مجالس جهوية تعين بدورها ممثلين لها "من أجل أن تصل إرادة الشعب للسلطة المركزية ومقاومة الفساد" على حد قوله.

أظهرت النتائج التقديرية لسبر الآراء، أن المترشح ''الغامض'' قد فاز بأغلبية ساحقة على منافسه نبيل القروي، ولعلّها ستكون أعلى نسبة يحققها رئيس عربي، في إنتخابات حرة وديمقراطية وشفافة.

 

أمل الهذيلي