languageFrançais

رغم أكثر من 2000 إصابة بكورونا: لا حجر صحي ولا إغلاق للمدارس في السويد

في طريقة مناقضة تماما لكل الإجراءات التي اتخذتها بقية الدول الأوروبية وحتى العربية، اختارت السويد مسارا مغايرا في مواجهة فيروس كورونا لدرجة أنها أثارت جدلا لدى الرأي العام بشأن ما إذا كانت السلطات تفعل ما يكفي لاحتواء الوباء.

ففي الوقت الذي تفرض الدول الأوروبية تباعا إجراءات العزل على سكانها لاحتواء فيروس كورونا المستجد اختارت السويد ترك المدارس الابتدائية والمطاعم مفتوحة، وأعلن إلى الآن عن 2272 إصابة بفيروس كوفيد-19 في المملكة الإسكندنافية التي يبلغ عدد سكانها حوالي 10 ملايين نسمة، مع تسجيل 36 وفاة جراء الوباء، وفقا للسلطات الصحية.

وخاطب رئيس الوزراء الاشتراكي الديمقراطي ستيفان لوفين السكان عبر شاشات التلفزيون، ليحث الجميع على "تحمل المسؤولية" واتباع توصيات الحكومة بالعمل عن بعد وعدم الاختلاط على وجه الخصوص.

وتوصي السلطات بأن يبقى أي شخص "في خطر" في منزله، ومنعت التجمعات التي تضم أكثر من 500 شخص (فيما حدد ذلك بشخصين على الأكثر في ألمانيا)، وأغلقت المدارس الثانوية والجامعات فقط.. ولكن الحياة مستمرة بصورة طبيعية بالنسبة للكثيرين.

وما زالت وسائل النقل تعمل كالعادة خلال ساعة الذروة، لكن البرلمان السويدي تبنى على عجل مشروع قانون يسمح بإغلاق المدارس الابتدائية ودور الحضانة إذا لزم الأمر.

وتساءلت وسائل الإعلام السويدية: لماذا هذا الموقف من انتشار الفيروس؟ وتجيب الحكومة بأنها تتبع توصيات هيئة الصحة العامة، وتقول إنها جاهزة، وإن لم تطلب السلطات الصحية بعد إغلاق المدارس فذلك لأنها ترى أن المسنين هم من يجب أن يبقوا في المنازل وليس الأطفال. وقالت وزيرة الصحة السويدية لينا هالينغرين إنه "بمجرد أن تطلب هيئة الصحة العامة من الحكومة اتخاذ قرار فسنفعل ذلك بأسرع ما يمكن".

وحتى مع تزايد الضغط على الحكومة السويدية وهيئة الصحة العامة فإن السلطات تتمسك بموقفها وترفض جميع التدابير الصارمة التي لا تعتبرها فعالة بما يكفي لتبرير ما لها من تأثير على المجتمع.

وذهب يوهان جيسيكي عالم الأوبئة السابق في المعهد الوطني السويدي لمكافحة الأمراض المعدية المستشار الحالي في منظمة الصحة العالمية إلى حد تشجيع السويديين على الخروج والاستمتاع بأشعة شمس الربيع.

ودافع العالم عن موقفه عبر قناة التلفزيون السويدي العامة بقوله "أحضر صديقا وامشِ على بعد متر منه، لا تعانق جارك، أحضر الترمس واجلس على مقعد، إنه بالمثل لأمر مضر بالصحة أن تبقى جالسا في المنزل".