languageFrançais

هيومن رايتس ووتش تطالب قطر بالتحقيق في وفاة العمال الوافدين

طالبت منظمة "هيومن رايتس ووتش"  في بلاغ الخميس 10 أكتوبر 2019  قطر بالبدأ بالتحقيق بدقة وفورا في الأسباب الكامنة لوفاة العمال الوافدين،  والإعلان عن نتائج تحقيقاتها، في ضوء البحوث الطبية التي خلُصت إلى أن ضربة الشمس هي السبب المُرَجَح للوفيات المتصلة بمضاعفات في القلب والأوعية الدموية لدى هؤلاء العمال في قطر. 


وجاء في البلاغ ''على السلطات القطرية أن تعتمد وتطبّق فورا قيودا ملائمة على العمل في الهواء الطلق لحماية العمال من المخاطر القاتلة المتصلة بالحرارة العالية''.


كما جاء في بيان المنظمة الحقوقية أن ''مجموعة من الاختصاصيين في مجاليّ المُناخ وأمراض القلب درست في إطار بحث نُشِر في دورية "كارديولوجي جورنال"، الصلة بين وفاة أكثر من 1,300 عامل نيبالي من 2009 إلى 2017، والتعرض للحرارة.و توصل الباحثون إلى وجود ارتباط قوي بين الإجهاد الحراري ووفاة العمال الشباب جراء مضاعفات تصيب القلب والأوعية الدموية، في أشهر الصيف. كما صدر في أكتوبر تحليل أجرته "الغارديان" لبيانات حالة الطقس الرسمية لفترة 9 أشهر، شدد بدوره على أن العمال الذين يعملون في غير الأوقات المحظور العمل بها في الصيف بقطر، لا زالوا عرضة بانتظام لمستويات من الإجهاد الحراري قد تكون قاتلة.


وقالت سارة ليا ويتسن، المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط ف هيومن رايتس ووتش: " لم تحقق السلطات القطرية في الوفيات المفاجئة وغير المتوقعة لعمال وافدين في قطر، هم غالبا شباب وأصحاء، في لامبالاة ظاهرة بأرواح العمال. لا يمكن لقطر الادعاء بأنها تصون حقوق العمال الوافدين طالما هي تتجاهل الدعوات المُلحة والمتكررة لإجراء إصلاحات كفيلة بإنقاذ الحياة لحماية العمال من الحرارة".


ووفقا لتحقيق آخر نُشر في الغارديان في 7 أكتوبر واعتمد على بيانات من مصادر نيبالية وهندية رسمية، فإن الوفاة في 676 حالة من بين 1,025 حالة على الأقل لوفيات عمال نيباليين في قطر بين 2012 و2017، و1,345 حالة من 1678 حالة لعمال هنود في قطر بين 2012 واوت 2018 كانت تُعزى إلى "أسباب طبيعية". باستخدام بيانات مستمدة إلى حد كبير من شهادات الوفاة الصادرة في قطر، وكانت الأسباب المذكورة تتراوح بين السكتة القلبية والنوبة القلبية وفشل الجهاز التنفسي و"الإعياء"، وهي مصطلحات تخفي الأسباب الكامنة للوفيات وتجعل من المستحيل تحديد ما إذا كانت متصلة بظروف العمل أم لا، مثل التعرض الإجهاد الحراري. لم تتحقق هيومن رايتس ووتش بشكل مستقل من هذه البيانات.


وعندما تُعزَى هذه الوفيات إلى "أسباب طبيعية" وتُصنَف بأنها غير متصلة بالعمل، يحرم قانون العمل القطري الأسر من التعويضات، ويترك عائلات كثيرة معدمة في غياب المتوفي الذي يكون غالبا معيلها الوحيد.


في المقابل، حددت الجهة المنظمة لـ "كأس العالم لكرة القدم 2022" في قطر، وهي "اللجنة العليا للمشاريع والإرث" شبه الحكومية (اللجنة العليا)، في 2016 نسب العمل مقابل الراحة بما يتناسب مع مخاطر الحرارة والرطوبة، بالنسبة إلى شريحة صغيرة من العمال الذين يعملون حصرا على بناء الملاعب الخاصة بالبطولة. هذه التدابير تعد تحسنا طرأ على الأنظمة الحكومية العامة الخاصة بالعمال. لكنها لا تراعي آثار ضوء الشمس، والذي – طبقا لمؤشر ميزان الحرارة (WBGT) – يزيد من خطر الإجهاد الحراري بشكل كبير.و يقيس المؤشر التأثير المشترك للحرارة والرطوبة وسرعة الرياح والإشعاع الشمسي على البشر.