من 'الريفييرا' والتهجير إلى الخطة البديلة..تطوّر موقف ترامب من ملف غزة
منذ عودته إلى سدّة الحكم في الولايات المتحدة، شكّل ملف غزة أحد أبرز القضايا المطروحة أمام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وقد أثارت تصريحاته بشأن القطاع جدلًا واسعًا بين مرحّب ومنتقد، خصوصًا حين أعلن سابقًا عن خطته المثيرة للجدل التي تقوم على الاستحواذ على غزة وتهجير سكانها إلى دول الجوار، وتحويلها إلى ما أسماه "ريفييرا الشرق الأوسط"، قبل أن يكشف عن خطته الجديدة.
تتزامن هذه الخطة مع موجة تضامن عالمي، شعبي ورسمي، مع الفلسطينيين في غزة، وفي ظلّ ما وُصف بـ"تسونامي الاعترافات" بالدولة الفلسطينية من عشرات الدول، بينها دول حليفة للكيان المحتل مثل المملكة المتحدة وفرنسا.
ورغم تعدّد المبادرات، ظلّ دعم ترامب غير المشروط لإسرائيل ثابتًا، على غرار ما درجت عليه الإدارات الأمريكية المتعاقبة، جمهورية كانت أم ديمقراطية.
على ماذا تنصّ الخطة الجديدة للسلام في غزة؟

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اعلن الإثنين عن خطّة جديدة للسلام في غزّة
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن خطة جديدة "للسلام" في الشرق الأوسط تهدف إلى إنهاء الحرب في غزة، وقد ناقشها مع عدد من القادة العرب على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
وأكد ترامب أنه تلقى "ردًا إيجابيًا للغاية" من "إسرائيل" ومن بعض القادة العرب بشأن هذه المبادرة، مشيرًا إلى أن "الجميع يرغب في التوصل إلى اتفاق".
وتتضمن الخطة حوالي 20 بندًا تركّز على وقف الحرب واستعادة الاستقرار في القطاع، الذي يرزح تحت حرب إبادة متواصلة منذ نحو عامين وأودى بحياة ما يقارب سبعين ألف فلسطيني.
أبرز بنود الخطة
• وقف فوري لإطلاق النار: يوافق عليه طرفا النزاع: الكيان الصهيوني وحركة حماس.
• تبادل الأسرى: تطلق حماس جميع الأسرى الإسرائيليين (أحياءً وأمواتًا) خلال 72 ساعة من توقيع الاتفاق، على أن تفرج قوات الاحتلال في المقابل عن عدد كبير من الأسرى الفلسطينيين وتعيد رفات الشهداء.
• انسحاب مرحلي للقوات الإسرائيلية من غزة مع تحديد مناطق انحسار تدريجي، شرط توفير ضمانات دولية لوقف العنف.
• إدارة مؤقتة تكنوقراطية للقطاع تحت إشراف دولي، عبر "مجلس سلام" يقوده ترامب ويضم شخصيات عالمية من بينها توني بلير.
• نزع سلاح حماس وتفكيك بنيتها التحتية العسكرية تحت رقابة دولية.
• إعادة الإعمار: إطلاق مشاريع كبرى للبنية التحتية، إنشاء منطقة اقتصادية خاصة، وجلب مساعدات دولية واسعة.
• إقصاء حماس من أي دور في إدارة غزة مستقبلًا، مع اشتراط إصلاحات في مؤسسات السلطة الفلسطينية.
•ضمانات سياسية: عدم ضم غزّة من قبل الكيان المحتل، وعدم تغيير حدودها أو تهجير سكانها قسريًا.
ردّ حركة حماس على الخطة
وفي تعليق على الخطة، قال القيادي في حركة حماس محمود المرداوي إن حماس ستطّلع على المقترح الأمريكي وتناقشه مع باقي الفصائل الفلسطينية، لكنه وصف ما تم الإعلان عنه بأنه "فضفاض وغير مضمون".
وأضاف أن أي مبادرة لا تضمن حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وحمايته من المجازر، وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، "مرفوضة بالكامل".
مشروع "ريفييرا الشرق الأوسط" الصادم
قبل إعلان خطته الجديدة، كان ترامب قد طرح مشروعًا يقوم على تحويل غزة إلى ما وصفه بـ "ريفييرا الشرق الأوسط"، عبر خطة استثمارية سياحية وعقارية، تتضمن تهجير سكان القطاع إلى دول الجوار أو دول أخرى.
مشروع رييفييرا الشرق الأوسط كما تصوّرها ترامب يقوم على سيطرة الولايات المتحدة السيطرة على قطاع غزة وتنفيذ "خطة تنمية اقتصادية" في القطاع تهدف إلى توفير عدد غير محدود من الوظائف والمساكن لسكان المنطقة.
وبنى ترامب رؤيته على أساس أن غزة مكان مليء بالحطام الآيل للسقوط وأنه يمكن نقل السكان إلى أماكن أخرى ليعيشوا بسلام.

"ريفييرا الشرق الأوسط".. مشروع صادم أعلنه ترامب لقطاع غزّة المدمّر
وواجه الاقتراح الصادم ردود فعل إقليمية ودولية رافضة على نطاق واسع، كما أثار تحركا عربيا موحدا. وأكدت عدة دول عربية، بينها السعودية والإمارات وقطر، إلى جانب مصر والأردن، رفضها القاطع لأي مساس بحق الفلسطينيين في أرضهم أو اقتلاعهم منها.
دعم ثابت للكيان الصهيوني

ترامب.. دعم ثابت للكيان ولنتنياهو
ورغم تغيّر خطاب ترامب بين مشروع "الريفييرا" وخطته الجديدة، يبقى الثابت الأبرز هو دعمه للكيان الصهيوني و بنيامين نتنياهو. فقد أعلن مرارًا تأييده للحرب الإسرائيلية على غزة، معتبرًا أن القضاء على ما وصفه بـ"التهديد الإرهابي" الذي تمثله بالنسبة إليه حركة المقاومة الفلسطينية حماس أولوية، حتى أنه لم يتردد في توجيه تهديدات مباشرة للحركة وقادتها في مناسبات عديدة.
شكري اللّجمي