languageFrançais

اندلعت الحرب بينهما مجدّدا..جذور الصراع بين الهند وباكستان

 منذ انهاء التاج البريطاني لاحتلال ما كان يطلق عليه امبراطورية الهند "Empire  des Indes " (الهند وباكستان وبنغلاداش حاليا ) عام 1947 ما يزال إقليم كشمير مصدر توتّر بين القوّتين النوويتين: الهند وباكستان، حيث نشبت بين البلدين ثلاثة حروب خلّفت ما يزيد عن 70 ألف قتيل، آخرها كانت سنة 1999. لكن مقتل 26 سائحا في إقليم كشمير الهندي في الـ 22 من أفريل الماضي، أعاد التوتّر للمنطقة التي تعدّ من أكثر المناطق تسليحا في العالم حيث تجدّدت الاشتباكات المسلّحة بين البلدين والتي خلّفت عشرات القتلى من الجانبين.

فرضت هذه المستجدات العودة إلى جذور الأزمة بين الهند وباكستان مع عرض مقارنة بين القوتين العسكريتين النوويتين.

• تقرير من إعداد: شكري اللّجمي

إقليم ذو أغلبية مسلمة

يقع إقليم كشمير، الذي تمتد مساحته على رقعة توازي المملكة المتحدة،  في منطقة تقاطعات من السلاسل الجبلية بين الهند وباكستان والصين، ويدين معظم سكّانه بالديانة الإسلامية مع وجود أقلية هندوسية.  ويتمتّع بثروات فلاحية وموارد مائية هامة.

وكان الإقليم  تاريخيا إمارة مستقلة (إمارة جامو وكشمير) غير واضحة الحدود، تمّ ضمّه لما يطلق عليه بالامبراطورية الهندية عند احتلاله من قبل المملكة المتحدة.

نهاية الاحتلال البريطاني وبداية الأزمة

في العام 1947 ومع خروج الاحتلال البريطاني، انقسمت شبه الجزيرة الهندية إلى ثلاث دول وهي الهند وباكستان وبنغلاديش، لكن مصير منطقة جامو وكشمير ظلّ غير محدد ليكون سببا لثلاثة حروب بين هذين البلدين انطلق أولها في 1947 وتواصلت على امتداد عامين.

الأمم المتحدة تدخل على الخط..

وعلى إثر اندلاع هذه الحرب تدخّلت منظّمة الأمم المتحدة لفضّ هذا النزاع  الذي انتهى بتوقيع "اتفاق كراتشي" عام 1949، والذي حدد خط وقف إطلاق النار وكان بمثابة حدود نفوذ كلّ بلد على الاقليم، مع ضمّ الصين لجزء من أراضي الإقليم.

إقرار استفتاء تعارضه الدولتان

ونصّ الاتفاق على اقرار استفتاء لسكان إقليم كشمير، لكن لم يتمّ اجراؤه لعدم رغبة الباكستان والهند في اجرائه خشية  أن يفضي إلى اعلان استقلال الإقليم وتأسيس دولة مستقلة.

وظلّ التوتّر بين البلدين سيّد الموقف لأكثر من سبعة عقود تخللتها حربان، الأولى في عام 1965 والثانية في 1999، قبل أن يتجدد التوتّر والاشتباكات المسلّحة بعد الهجوم الذي أودى بحياة 26 سائحا والذي تتّهم نيودلهي اسلام أباد بالوقوف وراءه وهو ما تنفيه بشدّة باكستان.

تهديد بقطع امدادات المياه

وهدّد رئيس الوزراء الهندي بقطع المياه عن باكستان بوضع اليد على النهر الواقع في المنطقة التي تخضع لسيادة الهند، و الذي يزوّد باكستان بأكبر حاجياتها من المياه. واتهمت اسلام أباد  الهند باستخدام "ارهاب المياه". 

سياسية ناريندرا مودي في اقليم كشمير الهندي تؤجّح التوتر

ويشار إلى أنّ هذا التصعيد يأتي بعد فترة من تأجّج الوضع  خاصة في المنطقة الخاضعة لسيطرة الهند وتحديدا منذ صعود ناريندرا مودي  ذو النزعة القومية الهندوسية إلى سدّة الحكم واحكام قبضته وتضييق الخناق على النشطاء في الإقليم ذو الأغلبية المسلمة.

ويخشى المراقبون أن تتوسّع الاشتباكات بين البلدين اللّذين يعدان من أبرز القوى العسكرية العالمية، فضلا عن امتلاك كلّ منهما للردع النووي.

ووفقا لتصنيف غلوبل فايت باور (Global Fight Power) تأتي الهند في المرتبة الرابعة عالميا من إجمالي 145 دولة يشملها التصنيف، فيما تحتل باكستان المرتبة 12.

وإضافة إلى الردع النووي، يمتلك البلدان قوتين عسكريتين هامتين، مع تفوّق واضح للهند من حيث عدد الجنود والعتاد وميزانية الدفاع التي تعادل 10 مرات ميزانية باكستان ، نستعرضها في الجدول التالي: