languageFrançais

إفريقيا..حاضنة الانقلابات العسكرية

في 10 أشهر فقط شهدت إفريقيا 4 انقلابات عسكرية لتولي الحكم، أحدثها في بوركينا فاسو، وهو رقم 11 في تاريخ البلد الواقع في منطقة الساحل والصحراء الأكثر اضطرابًا غربي القارة السمراء.

وأعلن جيش بوركينا فاسو، الاثنين 24 جانفي 2022 أنه أطاح بالرئيس روك كابوري وعلَّق العمل بالدستور، وحل الحكومة والبرلمان وأغلق الحدود.

وشهدت القارة الإفريقية منذ استقلال معظم دولها من احتلال دول أوروبية في ستينيات القرن الماضي أكثر من 200 انقلاب عسكري.

وخلال أقل من عام، وفي الفترة من أفريل 2021 إلى جانفي 2022 ضربت حمى الانقلابات القارة، خاصة جنوب الصحراء الكبرى، بأن شهدت 4 انقلابات، في بوركينا فاسو ومالي وغينيا وتشاد والسودان.

انقلاب السودان

لازالت تشهد شوارع السودان عديد الاحتجاجات منذ الخامس والعشرين من أكتوبر، عندما أعلن الفريق عبد الفتاح البرهان قائد الجيش، فرض حالة الطوارئ وحل الحكومة برئاسة عبد الله حمدوك ووضعه تحت الإقامة الجبرية إضافة لاعتقال عدد من الوزراء.
 
وعرف السودان إثر هذه الخطوة احتجاجات متواصلة قابلها البرهان بالقمع والعنف خاصة بعد قتل 75 متظاهرا في الاضطرابات، العديد منهم بالرصاص، حسب  لجنة الأطباء المركزية التي تشكل مجموعة أساسية في معارضة الانقلاب العسكري.

انقلاب غينيا 

في سبتمبر 2021، أعلن ضباط من القوات الخاصة الغينية اعتقال الرئيس ألفا كوندي والسيطرة على العاصمة كوناكري، وحل مؤسسات الدولة في انقلاب أنهى دور أحد مخضرمي السياسة الإفريقية.

وقاد الانقلاب الضابط ممادو دومبويا الذي ينحدر من إثنية المالينكي من منطقة كانكان، تم استدعاؤه عندما كان ضابطًا في الجيش الفرنسي 2018 إلى غينيا، ليقود "تجمّع القوات الخاصة"، وهي وحدة النخبة في الجيش الغيني المدربة بشكل جيد، والحائزة على المعدات العسكرية الأكثر تطورًا.

انقلاب مالي
 
في 25 ماي، أطاح الضابط الذي قاد الانقلاب في مالي خلال شهر أوت 2020 بالرئيس الانتقالي ورئيس الوزراء وعيّن نفسه نائبا للرئيس.

وقال العقيد أسيمي غويتا: إن الرئيس باه نداو ورئيس الوزراء مختار عوين فشلا في أداء مهامهما، وكانا يريدان تخريب عملية التحول في البلاد.

واعتُقِل الرئيس الانتقالي ورئيس الوزراء بعد تعديل وزاري أقيل فيه اثنان من القيادات العسكرية، وبعد أن استتبّت الأمور عيّن غوينا نفسه رئيسًا للدولة، ورفض تنظيم الانتخابات في موعدها المقرر سلفًا؛ الأمر الذي أدى إلى فرض عقوبات على مالي من مجموعة "الإيكواس".

انقلاب تشاد 

أما في تشاد فبعد مقتل الرئيس إدريس ديبي 20 أفريل 2021 خلال مواجهات مع ميليشيات "جبهة الوفاق من أجل التغيير في تشاد" شمالي البلاد، لم يجرِ انتقال السلطة إلى رئيس البرلمان، حسب الدستور، بل قام نجله محمد إدريس ديبي بتولي السلطة وحل الحكومة وأوقف العمل بالدستور.

بيئة خصبة

ووفقًا لخبراء في الشأن الإفريقي، فإن ضعف الاقتصاد والبيئة الأمنية المضطربة، إضافةً إلى عدم احترام المواثيق الديمقراطية، ولجوء العديد من الحكام المدنيين لتمديد فترات حكمهم، والصراعات العِرْقية والقبَلية، عوامل تهيئ بيئة الانقلابات العسكرية التي تزيد الأمر تعقيدًا.

ويرى لوكا دينق؛ الأستاذ في مركز أفريقيا للدراسات الاستراتيجية في جامعة الدفاع القومي في واشنطن، في حديثه  لموقع "سكاي نيوز عربية" أن القارة بحاجة إلى بناء مؤسسات راسخة تمنع تكرار الظاهرة، إضافة إلى ترسيخ مفاهيم الحكم الديمقراطي والمدني.

وأكد أن ظاهرة الانقلابات أقعدت القارة كثيرًا، وحرمت إنسانها من الاستفادة من الموارد الهائلة المتوافرة فيها.

(سكاي نيوز عربية+ وكالات)