languageFrançais

تسارع الأحداث في بوركينا فاسو...وحالة من الإرباك تسود البلاد

تتسارع الأحداث في بوركينا فاسو حيث أعلن جنود متمردون إعتقال رئيس البلاد روش مارك كريستيان كابوري ورئيس البرلمان واحتجازهما في وقت يسود فيه  الغموض والإرباك في هذه الدولة الواقعة غرب إفريقيا وحالة من الترقب لما ستؤول إليه الأحداث.


وشهد عدّة ثكنات أمس الأحد حالة من التمرّد من قبل بعض الجنود الذين يطالبون بموارد إضافية لمواجهة المجموعات الإرهابية التي تشنّ هجمات على البلاد منذ 2015، كما يطالبون بإقالة كبار قادة الجيش.
 
وأعلنت عقب هذا التمرّد حظرا للتجوّل، وتقرّر إعلاق المدارس في كافة أنحاء البلاد يومي الإثنين والثلاثاء.


ولاقى هذا التمرّد مساندة السكان الذين خرج عدد منهم إلى الشوارع  دعما لتحرّك الجنود، خاصة مع وجود غضب يسود أنحاء البلاد من عدم قدرة الرئيس  روش مارك كريستيان كابوري على إنهاء هجمات الإرهابيين المستمرة منذ عدة سنوات.


وفي وقت متأخّر من أمس الأحد سُمع دويّ إطلاق نار في العاصمة واغادوغو، قرب مقرّ إقامة روش مارك كريستيان كابوري، رئيس دولة بوركينا فاسو.
 

وسارعت السلطات إلى نفي حدوث انقلاب، قبل أن يتمّ لاحقا إعلان اعتقال الرئيس روش مارك كريستيان كابوري.
 

وقامت السلطات بقطع خدمة الإنترنت عن الهواتف المحمولة منذ الأحد، ما زاد من صعوبة التحقق من صحة الشائعات التي تتحدث عن أن البلد يشهد انقلابا جديدا.

الهجمات الإرهابية في بوركينا فاسو


وعلى غرار مالي والنيجر المجاورتين، دخلت بوركينا فاسو في دوامة عنف نُسبت إلى جماعات ارهابية مسلّحة  تابعة للقاعدة وتنظيم "داعش".

وتتكرّر الهجمات التي تستهدف مدنيّين وعسكريّين بشكل متزايد وتتركّز غالبيّتها في شمال وشرق البلاد.

وقتل حوالى 2000 شخص، فيما أجبر العنف الجهادي حوالى 1,5 مليون شخص على الفرار من منازلهم في السنوات الأخيرة، وفق وكالة الطوارئ الوطنية "كوناسور".

كيف وصل مارك كريستيان كابوري

ويشغل مارك كريستيان كابوري منصب رئيس البلاد منذ ديسمبر 2015 بعد  الإنتخابات التي جرت في بوركينا فاسو إثر فترة أنتقالية تولى خلالها ميشال كافوندو رئاسة البلاد مؤقتا إثر خلع الرئيس بليز كومباوري إثر احتجاجات شعبية عنيفة، ليفرّ نحو الكوت ديفوار.
 

وكان بليز كومباوري وصل إلى الحكم في انقلاب  دموي في 15 أكتوبر 1987، قُتل فيه الرئيس السابق توماس سانكارا.
 

ويعتبر  مارك كريستيان كابوري الرئيس المدني الثالث في تاريخ البلاد إلى جانب توماس سانكرا وميشال كوفاندو.
 

تاريخ مليء بالإنقلابات

وعرفت بوركينا فاسو على امتداد تاريخها سلسلة من الإنقلابات آخرها آخرها في 17 سبتمبر 2015 حيث قام الحرس الرئاسي بعزل الرئيسَ الانتقالي ميشيل كافاندو وحلّ حكومته، وتعيين الجنرال جلبرت ديانديري، الذي يقضي حاليا عقوبة بالسجن 20 عاما، رئيسا "للمجلس الوطني للديمقراطية" كهيئة جديدة لتسيير البلاد، قبل أن يستلم مارك كريستيان كابوري السلطة في ديسمبر 2015 بعد فوزه في الإنتخابات التي جرت أنذاك.

 

وتُعدّ بوركينا فاسو الواقعة في غرب إفريقيا والتي لا تُطلّ على أيّ مسطّحات مائية، بين أفقر دول العالم، ولم تتمتّع بكثير من الاستقرار منذ استقلّت عن فرنسا عام 1960.


(موزاييك + وكالات)