languageFrançais

كيف وثق مراسل الأهرام المصرية تغيرات الإعلام التونسي بعد الثورة ؟

قدم مراسل صحيفة الأهرام المصرية كارم يحي السبت 19 أكتوبر 2019 كتابه الجديد 'الإعلام في تونس بعد الثورة رؤية مراسل من مصر حول مصادر العمل الصحفي والذي يضم 62 صفحة بدعم من 'جمعية يقظة من أجل الديمقراطية والدولة المدنية'.

وأبرزالمراسل المصري في 17 نقطة توزعت بين ملاحظات وتوصيات رؤيته الشخصية حول واقع ممارسة الحق في النفاذ للمعلومة والإتصال بالمصادر والفترات التي  إتسمت بالانفتاح  في إجراء وترتيب اللقاءات من سنة 2012   إلى فترة 2018 بالنسبة للمراسلين .

وأشار في كتابه إلى مشكلات التعامل بين الصحفيين الباحثين عن المصدر المباشر والمكلفين بالإعلام والأخطاء الإتصالية في رؤية نقدية لصعوبات تعرض لها المراسلون في  الفترة الأولى بعد الثورة وتقلصت تدريجيا في ما بعد. كما نبه مراسل الأهرام المصرية إلى  جوانب إيجابية ميزت عمل الصحفيين المراسلين الأجانب بتونس من ذلك مالمسه من حرية للتنقل والعمل والتصوير  خاصة في مواقع الأحداث الساخنة والتي شملت حتى سفوح جبال القصرين لتغطية الأحداث الإرهابية منوها بعدم تعرضه مطلقا  لأي إستدعاء من جهات حكومية أو أمنية حول مانشره  عن تونس سلبا أو إيجابا.

وأضاف مراسل صحيفة الأهرام المصرية كارم يحي أنه إنتبه وبشدة لتحرر المواطن التونسي من خوفه في التعامل مع الصحفيين ووسائل الاعلام مشيدا بتدرج الاعلام العمومي في تونس نحو التحرر من البرتوكول الرسمي السلطوي والسعي للإنفتاح على كيف سياسي ومجتمعي واسع إلا أنه انتقد مااعتبره ثقلا للخطاب المعادي الثورة ولحقوق المواطنين وللثقافة الديموقراطية والحقوقية في برامجها بما يفيد قوة الثورة المضادة في فترة ما .

واعتبر المراسل أن المواقع الإلكترونية والصفحات الفايسبوكية للمجتمع المدني والأحزاب ومنها إتحاد الشغل كانت مصارد مهمة للمعلومات عن الأحداث الجارية والمتوقعة في تونس في ماتظل وكالة تونس إفريقيا للأنباء مصدرا مهما   للمعلومات .وفي ملاحظاته الشخصية نقل المراسل مخاطر ضعف المهنية في بعض  وسائل الإعلام .

واعتبر في توصياته أن وضع الإعلام في تونس يتطلب وبصفة ملحة إحداث مرصد أو عدة مراصد تعمل على متابعة محتوى الرسائل الإعلامية وتتناولها بالنقد وتقوم بقياس دوري لمدى الإلتزام بإخلاقيات المهنة وإحترام القارئ بما في ذلك الصحف المطبوعة والإلكترونية كما طالب أيضا بتكوين هيكل فاعل يضم المراسلين غير التونسيين .

بعض المكلفين بالإعلام تحولوا  إلى حجاب للمعلومة ومعركة الصحفيين متواصلة معهم

وفي تقديمها للكتاب أعتبرت الصحفية بجريدة الصباح آسيا العتروس أن المراسل الصحفي كتب ملاحظات مدفوعة بالواجب المهني إلى درجة الهوس في قراءته لتطورات المشهد الإعلامي في تونس فتوقف مطولا عند إشكالية الفصل بين الدعاية وبين تغطية الأنشطة الرسمية في تونس للقطع مع ماكان سائدا قبل الثورة ودون الإنسياق إلى التعميم . وأعتبر كارم يحي أن السياسة الإتصالية الرسمية دفعته إلى مراجعة تفاؤله بشأن ربيع الصحفيين التونسيين وغيرت نظرته للمكلفين بالإعلام الذين تحولوا  إلى حجاب للمعلومة مؤكدا أن الإعلاميين أو المراسلين يتعين عليهم مواصلة المعركة لإسقاطه كل الحجاب والجدران العازلة لمصدر الخبر وهو مطلب وهدف كل إعلام مهني مستقل حسب ماورد في هذه القراءة.

متابعة الجزائرين  للرئاسية في تونس كان خرافيا ويعتبروه حلما سرق منهم

وفي قراءة مقارنة قال مراسل الجريدة الإسبانية El País ريكاردو غونزالس أن هناك نقاط مشتركة بين بلده وتونس في حدوث  عملية إنتقالية و ظهور وسائل إعلام جديدة منها صحف وقنوات تلفزية خاصة بعد القضاء على الديكتاتورية  معتبرا أن المشهد الإعلامي في تونس مختلف عن اسبانيا واتسم بتعثر في تغطية الأحداث في تونس خاصة في مايتعلق بملف العدالة الإنتقالية حسب تعبيره .من جانبه قال عثمان لحياني مراسل الخبر الجزائرية أن هناك  علاقة خاصة في الكتابة عن وضع تونس تختلف عن ماينقله  باقي المراسلين الأجانب بإعتبار انه يكتب  لقارئ عن بلد  هو الأقرب له تاريخية وإجتماعيا ويعرف تفاصيل كثيرة عنه  بالتالي فإن مراسل الجزائر يسعى لإيصال معلومات غير معلومة لدى المجتمع الجزائري . وأكد أن الإعلام التونسي سجل متابعة كبيرة من   الجزائرين خاصة في مناظرة مرشحي الرئاسة قيس سعيد ونبيل القروي وهي متابعة وصفها بالخرافية ذكرتهم بمقابلة الجزائر وألمانيا في 1982.

وأضاف أن المجتمع الجزائري شعر أن ماحصل من إنتخابات في  تونس سنة  2019 هو منجز تاريخي حلموا به وسرق منهم لأن ذلك ما أرادو تحقيقه في التسعينات حسب تعبيره.

*هناء السلطاني