صفاقس تستغيث...ودعوات لوضع حد للجرائم البيئية
مر أسبوع على زيارة وزيرة البيئة ليلى الشيخاوي المهدوي الى صفاقس للاطلاع على الوضع البيئي الكارثي ومع خطورة هذا الوضع والحاجة الى استعجال تنفيذ بعض الخطوات للحد من المخاطر الوبائية المحدقة بالجهة فانه لم يتم بعد تنزيل القرارات المتصلة بالزيارة بما فيها سرعة ايجاد مساحات او " مقاطع قديمة " على ملك الدولة خارج مناطق العمران يتم استغلالها كنقاط تجميع وقتية للنفايات المنزلية بمختلف بلديات الولاية ولا سيما بلديات صفاقس الكبرى حيث تتكدس اكوام القمامة في كل مكان مع الروائح الكريهة بعد ان عجزت البلديات عن ايجاد مصبات للنفايات اثر غلق المصب المراقب بالقنة في عقارب وغياب البدائل من جانب الوكالة الوطنية للتصرف في النفايات.
وحتى المستشفيات الجامعية والمؤسسات الصحية بالجهة اصبحت عاجزة عن ايجاد من يتكفل برفع النفايات شبه المنزلية بها ومن ذلك المستشفى الجامعي الحبيب بورقيبة بصفاقس الذي يستقبل الالاف يوميا بين مرضى وزوار من عديد الولايات فهو عجز عن رفع النفايات شبه المنزلية منذ 18 سبتمبر الماضي الى الان رغم تعاقده مع شركة مختصة لرفع القمامة الا انها لم تتمكن بعد من العمل بسبب غياب المصب وتطلق ادارات هذه المؤسسات الاستشفائية يوميا نداءات الاستغاثة مع الاتصالات والمراسلات شبه اليومية بمختلف الاطراف المعنية لرفع اكياس الفضلات ولا من مجيب مما دفع على سبيل الذكر الى تكدس اكياس نفايات المستشفى الجامعي الحبيب بورقيبة بصفاقس بكميات كبيرة في النهج الخلفي اسفل مدخل قسم الاستعجالي مع ما تشكله من مشهد غير لائق ومن روائح كريهة منفرة مزعجة للمارة وللاجوار.
ويعتبر ابناء صفاقس ان الدولة اخلت بالتزاماتها تجاه عاصمة الجنوب من خلال تأبيد ازمة النفايات ومن خلال غياب اي افق للتجاوز في المدى القريب لا سيما مع تمسك اهالي عقارب بعدم فتح المصب المراقب بالقنة ولو بشكل وقتي للتنفيس من هنا الى موفى ديسمبر 2021 وكذلك احتجاجات اهالي المحرس الرافضة لتركيز وحدة معالجة وتثمين للنفايات بضيعة مرزوق في المعتمدية.
وفي بيان اصدره امس الثلاثاء 2 نوفمبر 2021 عقب اجتماع لمكتبه التنفيذي دعا الاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس الى الاسراع بتعيين وال للجهة كما دعا رئاسة الحكومة لاتخاذ قرار فوري يفضي لرفع النفايات حالا الى نقاط تجميع وقتية مع احترام التدابير العلمية وتسقيف المدة الزمنية للقيام بذلك كما دعا لايجاد مصب وقتي خاضع للمراقبة بالتزامن مع رصد الاعتمادات وتوفير الامكانيات التي تضمن رفع الفضلات ورسكلتها وتثمينها ضمن مشروع متكامل ومستدام مع ضمان حقوق كافة العاملين بالمصب ومراكز التجميع
وقد شكل بعض الناشطين حراكا مواطنيا تحت شعار " يزي ما سكتنا ".
قال اصحابه انه ناتج عن الشعور بالظلم والقهر واليأس في غياب أبسط مقومات الحياة الكريمة وهي البيئة السليمة وطالب الحراك برفع المظلمة عن صفاقس المنكوبة باكوام الفضلات المنزلية المتراكمة في طرقات وأنهج وساحات المدينة التي ادت الى انتشار الروائح الكريهة وتكاثر الحشرات وسط مخاوف جدية من انتشار الأوبئة واستنكر الحراك تسييس صحة المواطن وإخضاعها للتجاذبات السياسية الرخيصة مؤكدا على حق كل معتمديات ولاية صفاقس في بيئة سليمة وداعيا للبحث عن وسائل وطرق عصرية لتجميع وتثمين الفضلات في أسرع الآجال.
كما دعا الحراك الى تنفيذ وقفة احتجاجية يوم غد الخميس 4 نوفمبر 2021 أمام ولاية صفاقس من الساعة الرابعة إلى الساعة الخامسة مساء.
فتحي بوجناح
