شح المياه....كابوس يطارد الفلاح وخطر يهدد الموسم الزراعي
بات مشكل ندرة المياه يؤرق الفلاحين مع قرب انطلاق الموسم الفلاحي الذي أصبح مهددا، سيما بعد أن طال الجفاف سد نبهانة المزود لأربع ولايات من بينهم سوسة، إضاقة الى قلة الحلول لتوفير موارد مائية بديلة.
يرى محمد العذاري، فلاح بمنطقة شط مريم، أن شبح البطالة أصبح يطارد الفلاحين اليوم، في ظل تفاقم أزمة شح المياه، وقال إنه بدأ يفكر فعليا في بيع بذور مادة البطاطا ،لتفادي الخسائر التي قد تنجرعن تعثر الموسم الفلاحي.
وكان لنقص الماء تأثيرا سلبيا على صابة الرمان التي تضررت بأكملها، أما بالنسبة لصابة الزيتون السقوي فاضطر الفلاح لاقتناء صهاريج مياه للقيام بعملية السقي، و انقاذ ما يجب انقاذه، حسب العذاري
وأضاف محدثنا ،أنه تم التبيه على الفلاحين بتأجيل عملية الاستعداد للموسم الفلاحي الذي كان مقررا أن يبدأ مع مستهل شهر أكتوبر، حتى يتفادوا تكبد خسائر كبرى بسبب انقطاع مخزون المياه.
وتتعمق بذلك أزمة الفلاح الذي يجد نفسه عاجزا في التصرف في المشاتل والبذور .
وتعتبر منطقة شط مريم ،منطقة سقوية بامتياز، تمتد على مساحة576 هكتارا، في حين لا تتجاوز المساحة المستغلة 200 هكتارا ،ومرد تقلص المساحة يعود أساسا إلى عزوف الفلاحين عن تعاطي النشاط الفلاحي، جراء المشاكل التي يواجهونها، لعل أبرزها مشكل الماء، وفق ما أفاد به علي خشيم، المدير الفني في مجمع التنمية الفلاحية بشط مريم، لموزاييك.
وأضاف أن شط مريم هي منطقة محجرة، يمنع فيها حفر الآبار العميقة كحل بديل لتوفير مياه الري لعدة أسباب أهمها درجة الملوحة العالية في الماء إلى جانب شح المائدة المائية
من جانبه، أكد المندوب الجهوي للتنمية الفلاحية بسوسة محمد العبيدي لموزاييك، أن تداعيات شح المياه، لم تلق بظلالها على الفلاح فقط، بل لحقت أيضا بالمندوبية الفلاحية ،باعتبار أن 70 بالمائة من ميزانيتها متأتية من بيع المياه، إضافة الى تضرر أعوان و اطارات المجامع المائية
وقال إن جلسات ماراتونية تجرى مع الإدارة العامة للتخطيط والتوازنات المائية و الادارة العامة للسدود والولايات المرتبطة بمنظومة نبهانة بمعدل مرتين أسبوعيا بهدف إيجاد حلول عاجلة لتوفير موارد مائية لإنقاذ الأشجار المثمرة الممتدة على مساحة 350 هكتارا و على 20 هكتار بالنسبة للزراعات المحمية.
واقترح العبيدي القيام بدراسة معمقة على المدى الطويل لإيجاد الحلول الملائمة لمنظومة نبهانة .
إيناس الهمامي