languageFrançais

مع ذروة الإنتاج.. صابة الحليب مهدّدة بالإتلاف

بلغ إنتاج الحليب في ولاية جندوبة ذروته، حيث وصل الإنتاج اليومي إلى 300 ألف لتر، بات استيعابها من طرف المجمعين ومركزية التصنيع شبه مستحيلة خاصة مع وصول طاقة التخزين ذروتها والمقدرة بـ 40 مليون لتر.

كما بات ترويجها يصطدم بعدّة إشكاليات في ظلذ الوضع الراهن بسبب جائحة كوفيد-19، وما رافقه من تراجع الاستهلاك اليومي للحليب بسبب  غلق الحدود واعتماد العمل الجزئي بالمطاعم المدرسية والجامعية.

ويهدّد الإنتاج اليومي للحليب انعدام التجميع، ممّا سيدفع الفلاّح في مرحلة أولى لإلقاء فائض الإنتاج في عملية فيها خسارة للفلاح والثروة الوطنية، ويلي هذه العملية تخلّص الفلاح من قطيعه الذي يصعب فيما بعد تعويضه بسبب الظروف المادية الصعبة التي يمر بها المربون.


الحليب مهدّد بالاتلاف والفلاح مهدّد بالإفلاس 

أكّد حسن باشا، مربي أبقار، أنّ الوضع ينذر بالخطر نتيجة غياب مسالك التوزيع واستيعاب المعامل لكميات الإنتاج خاصة مع ذروة الانتاج الذي وصل يوميا إلى 300 ألف لتر، أمام امتلاء المخازن بالمعامل  وغياب تمكينهم من منحة الدعم المقدرة بـ 37% من سعر الحليب.

وقال إنّ تجاوز هذا الوضع يتطلب العودة إلى السوق الليبية وإبرام اتفاقيات مع السوق الجزائرية وهو حلّ يتطلب العمل دبلوماسيا عليه وتفعيل اتفاقيات التبادل المشترك للدول المغاربية خاصة وأنّ السوق الجزائرية قادرة على استقبال كميات من هذا الإنتاج وبات كذلك من المأكد تفعيل مشاريع مناطق التبادل الحر مع دول الجوار، خاصة بغار الدماء وطبرقة وعين دراهم أين توجد المعابر الحدودية والقادرة يوميا على استيعاب كميات هامة من الحليب المعلب، وفق تعبيره.

وأكّد رئيس الاتحاد الجهوي للفلاحة والصيد البحري بجندوبة عمر الغزواني أنّ الوضع بالنسبة لإنتاج الحليب بالجهة غير مطمئن، خاصة وأنّ المخزون بمركزية التصنيع وصل إلى 40 مليون لتر، في ظلّ غياب مسالك التوزيع والتسويق الخارجي.

وأضاف أنّ ذلك ينذر باتئلاف الصابة، وهو ما يمكن أن يلحق خسائر للفلاح وللمجمعين والمصان.

وأشار إلى غياب حلول من الدولة، قائلا: "كان يفترض أن تستأنس بمقترحاتنا والتي تقتضي تفكير في أسواق لترويج هذا المنتوج، وخاصة السوق الجزائرية والليبية والخليجية والإفريقية.. حتى لا نضطر لإلقاء الحليب ثمّ التخلص من القطيع لابدّ على الدولة أن تفكر في حلّ وتعتمد رؤية استشرافية تراوح بين طاقة الانتاج والترويج حتى لا تتحوّل الصابة من نعمة إلى نقمة"، وفق قوله.

عبد الكريم السلطاني