languageFrançais

يتجمّدون بردا.. تحت خيمة

"أبي أوقد لنا النار، نحن نكاد نتجمد داخل الخيمة!"، استقبل نجد (اسم مستعار) 8 سنوات، والده الذي عاد من رعي أغنام جاره بمقابل زهيد، بمجرد علمه بقدوم الصحافة لنقل معاناة عائلته، بعد أن سمح لنا والداه بالتصوير معه رفقة أشقائه الثلاثة.

على سفح جبل سمامة، 5 كيلومترات عن وسط مدينة القصرين، انتصبت خيمة بأعمدة هشة كحال سكانها، لتقبع تحتها مأساة إنسانية عميقة. دون أغطية أو حواشي تقاوم الشتاء ودون ماء وكهرباء، يتقاسم أربعة أطفال مع والديهم وعدد من الضوائن التي ملأ ثغاؤها فراغ حياتهم، حياة متواضعة لا تتوفر فيها أدنى مقومات الكرامة الإنسانية.

يقول جلال (31 سنة)، "ضعف قلة اليد دفعني الى العيش على هامش الحياة، في هذه الخيمة التي انتقلت إليها أنا وزوجتي وأبنائي منذ أربعة سنين. في موجات البرد نكاد نتجمد في هذا المرتفع لعدم امتلاكنا لأدنى وسائل التدفئة، أما في لهيب الصيف فنحن أقرب الناس إلى شمسه الحارقة، لا ثلاجة تبرّد  مياه الشرب ولا سقف متين يحمينا من الحرّ. أنا مضطر لاستخدام بطارية وفانوس سيارة صغير لتنوير الخيمة. لا حلول أخرى لدينا." 

"تعودنا على العيش بهذه الطريقة منذ زواجنا قبل تسعة أعوام، استعملنا هذه البناية القديمة الآيلة للسقوط كمطبخ متواضع. والخيمة هي مكان عيشنا ونومنا. مأساتنا تتضاعف مع انخفاض  درجات الحرارة. نحن نشعر بالبرد!"، هكذا تحدثت فاطمة(اسم مستعار) لموزاييك.

بملابس ربيعية خفيفة وبالية، يواصل الأطفال الأربعة تقضية عطلة نهاية الأسبوع في اللعب مع حيوانات تشاركهم العيش  داخل الخيمة وخارجها.  خيمة قد تحميهم من العراء وقد تخفّض أيضا من سقف أحلام الطفولة لديهم وسط بيئة لا تتوفر لهم فيها أبسط حقوقهم القانونية، لتكون أعظم مطالبهم نار يوقدها والدهم بمجرد عودته من الجبل لعلها تدخل في أجسادهم قليلا من الدفء على سفح جبل ارتبط اسمه في العقد الأخير بالإرهاب والمآسي وآخرها خيمة البؤس، التي لم تستطع كل البرامج الوطنية  لإزالة الأكواخ  في تحسين ظروف عيش سكانها.

 

برهان اليحياوي