languageFrançais

بوحجلة: باغتها المخاض في شاحنة بعد يوم عمل شاق في جني الطماطم

نهاية اليوم الفلاحي لنصاف الحمزاوي وزميلاتها لم تكن عادية،حيث تلقين زيارة غير مألوفة وهن في طريق العودة إلى ديارهن بعد يوم عمل شاق في جني الطماطم الفصلية بإحدى الضيعات الفلاحية بمنطقة الظواهر من معتمدية بوحجلة.

على بعد أكثر من ثلاثين كيلومتر من مدينة بوحجلة باغت نصاف المخاض داخل الشاحنة التي تنقلها برفقة أكثر من 50 عاملة في القطاع الفلاحي وسط دهشة الحاضرات وخاصة سائق الشاحنة الذي افزعه صراخ العاملات اللاتي طلبنا منه التوقّف ليتفاجأ بدوره ببكاء جنينا كأنّه يوحي إليه بالتوجّه نحو المشفى وانقاذ حياته من هول الغبار وروائح الطماطم فسارع السائق الذهاب نحو المستشفى المحلي ببوحجلة أين تلقت الأم الإسعافات الأولية وتحويل الجنين إلى المستشفى الجهوي بالقيروان لتلقي العلاج.

وأكد مصدر طبي لموزاييك أن الأم وصلت إلى المستشفى المحلي ببوحجلة برفقة جنينها حديث الولادة وتلقت الإسعافات الطبية الضرورية وايواءها لفترة يوم وحيد ثم غادرت اليوم الأحد المستشفى دون دفع مصاريف العلاج لعدم امتلاكها المبلغ المطلوب نظرا لظروفها الاجتماعية القاسية فتكفل الإطار الطبي والشبه الطبي بتسديد المبلغ المطلوب ولا يزال يتلقى ابنتها العلاج ووضعيتها الصحية مستقرة.
وأضاف نفس المصدر أن الأم لم تتلقى اي رعاية صحية خلال فترة حملها ولم تزر المؤسسات الصحية بتاتا ولا تملك على بطاقة مواعيد أو مراقبة لهذا الجنين.

نصاف لم تكن تنتظر موعد ولادة ابنتها في هذا اليوم بالذات ولا تعرف تاريخ حملها أو ولادتها ولم تقم بإحضار حقيقتها او تستعد الذهاب إلى قسم الولادة بإحدى المؤسسات الصحية كباقي النساء بل فاقت الرابعة فجرا وقامت بإحضار رغيف خبز وكمية من زيت الزيتون وصعدت الباب الخلفي للشاحنة برفقة العشرات من العاملات من بنات بلدتها الريفية (الشرايطية) ليصلن الى ضيعة فلاحية.

 نصاف تجني الطماطم الفصلية المعدة للتحويل بمقابل 300 مليم للوعاء الواحد (القاجو) وتنافس باقي النسوة رغم حملها من أجل إحضار أكثر عدد ممكن من الأوعية للحصول على مقابل يومي يناهز العشرة دنانير من أجل توفير لقمة العيش لابناءها الستة الآخرين وخيّرت التوجه يوميا إلى العمل بدلا من الذهاب إلى المستشفيات البعيدة للعلاج.

وخلّفت حادثة ولادة نصاف داخل الشاحنة أثناء عودتها من جني الطماطم حالة من الاستياء لدى نشطاء المجتمع المدني منددين لما الت إليه الأوضاع وحرمان العاملات في القطاع من ابسط حقوقهن رغم كثرة الوعود في ظل تواصل الإنتهاكات خاصة اثر تعرضن للحوادث المرورية القاتلة.

*خليفة القاسمي