languageFrançais

سيدي بوزيد في إحياء ذكرى الثورة : الاستثمار مفقود والتشغيل مطلوب

تنطلق اليوم الإثنين 17 ديسمبر 2018 في سيدي بوزيد الاحتفالات الخاصة بالذكرى الثامنة لثورة الحرية والكرامة التي اندلعت شرارتها من هذه الربوع إثر إقدام محمد البوعزيزي بائع الخضر والغلال على إضرام النار في جسده بالقرب من مقر الولاية اثر خلاف بينه وبين مسؤولين بالجهة ليعطي إشارة انطلاق الثورة وتأجيج  المظاهرات والتحركات الإجتماعية في أنحاء من أحياء مدينة سيدي بوزيد وفي عدد  من معتمدياتها.

وبلغت أوجها حين سقط عدد من الشهداء والجرحى في منزل بوزيان والرقاب وتالة والقصرين وغيرها.

*خمسة مجالس وزارية ومطالب الثورة مازالت تراوح مكانها

لا أحد ينكر أن جميع أصوات المحتجين إبان الثورة حامت حول التنمية والتشغيل ولعل أهم شعار رفعوه هو "التشغيل استحقاق يا عصابة السراق" ولكن اغلب أهالي سيدي بوزيد يجمعون اليوم على أن كل الحكومات المتعاقبة لم تنصف الجهة ولم تولها ما تستحق من عناية ولم تحقق أحلام أبنائها في التنمية والتشغيل مما خلق نوعا من 'انعدام الثقة في المسؤولين على اختلاف أنواعهم والساسة الذين  فشلوا في ترويج أوهاهم ووعدوهم الزائفة' على  حد تعبير عدد من الأهالي لمراسل موزاييك بالجهة.

الأهالي تحدثوا أيضا عن حصيلة السنوات المنقضية، لافتين إلى تفشي البطالة والفقر والمخدرات والإرهاب والأمراض وارتفاع الأسعار وضعف المقدرة الشرائية وتدهور الأخلاق وتدني برامج التعليم، إضافة إلى فقدان الأدوية في الصيدليات والمواد الغذائية اليومية أهمها الحليب وانعدام المراقبة الصحية والاقتصادية وغيرها .

كما ذكّر الأهالي بالمجالس الجهوية الخمسة التي انعقدت في آجال متباعدة خلال الـ8 سنوات حول تنمية جهة سيدي بوزيد حيث تمت برمجة مستشفيات جهوية لمعتمديات الرقاب والمكناسي وجلمة وتطوير المراكز الاستشفائية ببقية المعتمديات وتمت برمجة مصانع للأجر بمنزل بوزيان وسوق انتاح كبرى بـ 'ام العظام' وسوق الجملة بالرقاب ومناطق صناعية في كل معتمديات الجهة ومنجم الفسفاط بالمكناسي ومصنع للاسمنت بـ 'المزونة ' وطريق سيارة وأخرى سريعة لسيدي بوزيد إلى جانب برنامج التدخل لتحسين الوضعيات الاجتماعية للعائلات الضعيفة وذات الدخل المحدود وإنشاء مرافق أخرى تتعلق بالثقافة والفنون والرياضة على غرار متحف الثورة والمسبح البلدي وغيرها لكن كل هذه المشاريع مازالت تراوح مكانها.

واعتبر الأهالي أن هذه المشاريع ظلت 'كالمسلسلات التركية' في أذهانهم يذكر بها كل من تتاح له فرصة زيارة الجهة من المسؤولين وكل من يحاول الاستشهاد بمطالب أبناء الجهة في البلاتوات والمنابر الإعلامية وكذلك الوطنيين الخلص الذين يريدون خيرا بالبلاد والعباد والباحثين والمختصين في الشؤون الاجتماعية والاقتصادية أساسا.

* الأخذ بالخاطر 

زيارات، وفود، كرنفالات، مجالس وزارية.. تدخلات ولقاءات مع منسقي المحتجين ومع المحتجين للاستماع لشواغلهم ووعود ترفع إلى السلط العليا كل هذا يتنزل في إطار 'الأخذ بالخاطر' من جهة  والإيمان بفرض الأمن والاستقرار وحماية البلاد من المخاطر التي تهددها لكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن حيث تختلق الأسباب والظروف التي تحول دون تحقيق ما تم الوعد بتنفيذه أو تتغير أجهزة الحكومات فتعود الأمور إلى نقطة البداية وهو ما لا يستجيب لطموحات طالبي الشغل والتنمية وما يدفعهم إلى العودة إلى التحركات والاحتجاجات والاعتصامات والمسيرات وإضرابات الجوع وغيرها من ثمة يزيد انعدام الثقة بين المسؤولين والمطالبين بالحرية والتنمية والعدالة الاجتماعية لذلك ظلت المطالب هي نفسها، وظلت خطابات المسؤولين غير موثوق  بها في صفوف الأهالي، وفق تأكيدهم.

*سيدي بوزيد في حاجة إلى الاستثمار 

ولئن شهدت جهة سيدي بوزيد إحداثات عديدة على مستوى الإدارات والمقرات العمومية والطرقات وكذلك بعض المشاريع الصغرى، إلا أنها تبقى في حاجة ماسة إلى الاستثمار وبعث مصانع كبرى تتماشى مع خصوصيتها وذات طاقة تشغيلية هامة للحد من ظاهرة البطالة التي ما انفكت تتفاقم من سنة إلى أخرى ولتجنيب الجهة خاصة والبلاد عموما حدة التوتر والاحتقان والغليان الشعبي من خلال إحداث وتهيئة مناطق صناعية وتوفير امتيازات خاصة وتشجيع المستثمرين على الانتصاب بالجهة في إطار ما سمي بالتمييز الإيجابي والنهوض بالمناطق الداخلية.

*محمد صالح غانمي