languageFrançais

من سفح جبل السلوم: معاناة الفقراء في برد الشتاء

مشهد مؤلم لسكّان الهامش والضّواحي والمناطق المعزولة الذين لا يُسمع لهم صوت ولا تُرى لهم صورة وهم يستقبلون موجة البرد الذي لم يملكون إلّا الدّعاء لاستقباله.


سكّان منازلهم مهدّدة بالسقوط لا تحتوي على أبواب أو نوافذ أو أسرّة ويفتقرون لأدنى مقومات العيش الكريم.

 

غير بعيد على وسط مدينة القصرين وعلى مرمى حجر من جبل السلّوم، في "حي ميمون" استقبلتنا "فايزة" (40 سنة) بوجه شاحب وبلباس ربيعي رغم قسوة برد ربوع القصرين لترشدنا إلى منزلها  الذي بنته بإعانات قدمها أصحاب القلوب الرحيمة لعائلتها وسط وادي يفصل بين جبل السلوم ومنطقة "عرقوب ميمون".


"فائزة" واحدة من آلاف المواطنين الذي يعيشون تحت خط الفقر بولاية القصرين التي بلغت فيها نسبة الفقرفيها حسب أرقام المعهد الوطني للإحصاء لسنة 2014 حوالي 33% وصنّفت كواحدة من أفقر الولايات في تونس، منزلها الذي تقطنه رفقة زوجها وابنائها الخمسة يحوي غرفتين وبعض الحشايا والأغطية ... ولا شيء غيرها !


ومثل عائلة "فائزة" توجد عشرات العائلات التي تقطن على مقربة من الوادي في بناءات لم تكتمل بعد وسط تجمعات سكنية تشبه الأحياء القصديرية في القاهرة أو تجمعات أفقر دول إفريقيا، جعلها عرضة للخطر خصوصا في موجات البرد والأمطار.

 

مظاهر البؤس تبدو جليّة في منطقة يعيش جلّ سكانها دون ماء صالح للشراب ودون كهرباء وقنوات صرف صحي وطرقات ومع هذا لم ينقطع أملهم في لفتة من الدّولة لمساعدتهم وليشعروا أنّهم جزء من هذا البلد.

 


برهان اليحياوي