languageFrançais

تلوث بيئي في خليج المنستير.. بحر أحمر مع انبعاث روائح كريهة

شهد خليج المنستير في الأيام الأخيرة تلوثا بيئيا تمثّل في تغيّر لون مياه البحر إلى اللون الأحمر الوردي، مصحوبًا بـرائحة كريهة، مما أثار قلق السكان المحليين والبحارة وكل من يهتم بالبيئة البحرية.

وأوضح حمدي بن الشيخ وهو أستاذ في علوم الحياة والأرض أن المعاينات الأولية والملاحظات الميدانية تشير إلى أن هذه الظاهرة ناتجة عن تسرّب كميات كبيرة من مياه الصرف الصحي غير المعالجة إلى البحر، بالإضافة إلى تدفّق المياه الصناعية الملوّثة من مصانع المنطقة نحو الخليج دون مراعاة المعايير البيئية.

وتؤدي هذه المياه الملوثة حسب المصدر ذاته إلى زيادة نسبة المغذيات الكيميائية في البحر (مثل النيتروجين والفوسفور)، مما يخلق بيئة مثالية لتكاثر الطحالب المجهرية الضارة، خاصةً النوع الذي يسبب "المد الأحمر" (dinoflagellés)، وهو ما لوحظ بوضوح في لون البحر ورائحته.

وكان رئيس الجمهورية قد أدى ليلة أمس زيارة غير معلنة إلى ولاية المنستير للوقوف على حقيقة هذا التلوث الذي وصف بالكارثي. وخلفت هذه الزيارة امالا كبيرة لدى البحارة ومتساكني هذا الشريط وهم معتمديات قصيبة المديوني ولمطة وصيادة وطبلبة والذين طالبوا بإنشاء محطة معالجة مياه الصرف. كما تم الاتفاق عليه مع الحكومة منذ سنة 2017 بالقطب التكنولوجي بالمنستير مع منع أي تسرب مهما كان مصدره، بالإضافة إلى مراقبة صارمة للمصانع ومنع أي تصريف مباشر للمياه الملوثة في البحر، ودعم الصيادين المتضررين بتعويضات مالية عاجلة، وتنظيم حملات توعية حول خطورة التلوث البحري.

*سامي السطنبولي