languageFrançais

القصرين: يحوّل خشب الأشجار إلى موادّ منزليّة مختلفة

يجرّ أحمد التّيجاني المنصوري، حرفيّ، 50 سنة، قطعة خشب نحو مستودعه، ككلّ مرّة يسعى فيها لإعداد ما يُطلب منه من حرفائه، من أدوات منزليّة مختلفة، موادها الأساسيّة ما يُتخلّص منه، من أشجار، في غابات القصرين.

يدلف نحو الورشة الصّغيرة المتواجدة في مدينة فوسانة من ولاية القصرين. ويشغّل آلاته الّتي كان قد تحصّل عليها لبعث مشروعه في قطاع الصّناعات التقليديّة، بعد خوضه لتكوين مهنيّ في مجال خراطة الخشب، منذ خمس سنوات.

يقول المنصوري في تصريحه لموزاييك:"نحن نحاول الابتكار ما استطعنا، ونسعى لإنتاج ما أمكن من معدّات تخصّ المطبخ مثل الملاعق والأواني وغيرها، رغم ندرة المواد الأوليّة، في الفترة الأخيرة".

 ويضيف: "فوسانة محاطة بالغابات من كلّ مكان، لكنّنا نلقى صعوبات بالغة في الحصول على الخشب".

العمل داخل الورشة الّتي تشغّل 3 أشخاص، منظّم بطريقة مُحكمة. فما أن ينتهي أحمد التّيجاني من تحويل قطعة خشب الأشجار الخامّ، إلى قطع مستطيلة الشّكل، حتّى يبدأ في اختيار المنتوج المزمع صناعته، وفي تصميم شكله المبرمج. ليأتي، بعدها، دور حرفيين إثنين في ترك بصمتهما على العمل.

يشدّد المنصوري على أنّ ورشته قادرة على تشغيل 10 أشخاص، إن توفّرت الظّروف المشجّعة على الإنتاج.

الورشة تحتوي  أحد أصحاب الاحتياجات الخاصّة..

ياسين منصوري، 22 سنة، وهو يعاني إعاقة سمعيّة، ومهمّته صقل وتوظيب ما بدأ في صنعه أحمد التيجاني من ملاعق خشبية.

يشرح ياسين، بلغة الإشارات، مهامّه في العمل عبر آلتين إثنين، قبل الحصول على الشّكل النّهائي للمنتوج. ويعبّر عن فخره بعمله، ونيله لرغيفه بعرق جبينه.

فيما يتمحور دور محرز بركاوي، 42 سنة، في وضع اللمسات الأخيرة على ما يصنع من مدقات خشبيّة ("المهراس الخشبيّ")، لإخراجه في شكل لوح منقوش جمع بين الأصالة والجمال.

وبتجميع ما أنتجته الورشة، نهاية اليوم، يضع أحمد التيجاني الأواني الخشبيّة داخل أواني الزّيت النباتيّ إلى أن يصبغ بلون ذهبيّ، لترتسم الأواني المرسومة في شكل مميّز، وليتحوّل خشب غابات القصرين إلى منتوج حرفيّ لا مكان لماهو كيمياوي في دورته صناعته.

برهان اليحياوي.