تحوّل رقمي يقوده الشباب.. تيك توك وأنستغرام الأكثر شعبية في تونس
تشير أحدث الإحصائيات حول استخدام شبكات التواصل الاجتماعي في تونس إلى هيمنة واضحة للفئة العمرية بين 25 و34 سنة على مختلف المنصات الرقمية.
وقد كشف تقرير صادر عن مؤسسة Medianet تحت عنوان " Medianet Insight Day 2 édition-2025"، أن هذه الفئة العمرية تمثل النسبة الأكبر من المستخدمين على معظم الشبكات.
المجال الحيوي لفئة الشباب
يبرز المستخدمون على منصة فيسبوك الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و34 سنة بنسبة 34%، يليهم فئة 35-44 سنة بنسبة 30%.
أما على إنستغرام، فإن فئة 25-34 سنة تسيطر أيضًا بنسبة 31%، مع حضور قوي لفئة الشباب دون 24 سنة بنسبة 27%.
وفي مشهد التطبيقات الحديثة، تُظهر البيانات أن تيك توك هو المجال الحيوي لفئة الشباب تحت سن 24 سنة بنسبة 39%، مما يعكس التوجه الشبابي القوي نحو منصات الفيديوهات القصيرة.
أما تطبيق ماسنجر، فرغم توازن استعماله بين مختلف الأعمار، تبقى فئة 25-34 سنة هي الأكثر نشاطًا بنسبة 30%.
نفس الملاحظة تنطبق على يوتيوب حيث تستحوذ هذه الفئة على 27% من إجمالي المستخدمين.
من جهة أخرى، تبرز منصة لينكدإن بطبيعتها المهنية حيث تتصدر فئة 25-34 سنة المشهد بنسبة ساحقة تبلغ 49%، مما يعكس اندماج هذه الفئة العمرية في سوق العمل واستخدامها للمنصة للتواصل المهني وتوسيع الشبكات الوظيفية.
أما فيما يتعلق بـسناب شات، فقد جاءت النتائج مطابقة للتوقعات، حيث يتركز معظم مستخدميه من الفئة العمرية الأقل من 24 سنة بنسبة 38%.
تُظهر هذه المعطيات بشكل جلي أن الشباب التونسي يمثل المحرك الأساسي لشبكات التواصل الاجتماعي، مع اختلاف بسيط في التوزيع حسب طبيعة كل منصة.
إنستغرام وتيك توك في الصدارة
كما أظهر ذات التقرير أن الشباب الذين تقل أعمارهم عن 18 سنة يفضلون في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، أن إنستغرام وتيك توك يتصدران قائمة التطبيقات الأكثر استخدامًا بشكل يومي، بينما تتراجع شعبية منصات أخرى مثل فيسبوك ولينكد إن بشكل لافت.
وبحسب نتائج الدراسة، فإن 100% من المراهقين يستخدمون إنستغرام يوميًا، متبوعًا بتيك توك بنسبة 94%، مما يعكس الدور المحوري الذي تلعبه هذه المنصات في حياة الجيل الجديد.
كما أن 71% منهم يتصفحون يوتيوب يوميًا، بينما يستخدم 59% سناب شات بنفس الوتيرة.
المحتوى البصري السريع
في المقابل، أظهر الاستطلاع أن فيسبوك فقد شعبيته بين هذه الفئة العمرية، حيث أقر 65% منهم بأنهم لا يستخدمونه إطلاقًا.
أما شبكة لينكد إن المهنية، فلم تحظَ بأي استخدام يُذكر، إذ صرح 100% من المستجوبين أنهم لا يتعاملون معها. وفي السياق ذاته، لم يتمكن تطبيق "إكس" (تويتر سابقًا) من جذب اهتمام المراهقين، حيث عبّر 71% منهم عن عدم استخدامهم له.
وتشير هذه النتائج إلى أن المراهقين يفضلون الشبكات التي تركز على المحتوى البصري السريع، مثل الصور والفيديوهات القصيرة، على المنصات التقليدية التي تعتمد بشكل أكبر على النصوص أو التواصل المهني.
اهتمام الشباب بالترفيه
بينما الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 سنة، نلاحظ وجود هيمنة واضحة لمنصتي إنستغرام ويوتيوب على الاستخدام اليومي لهم.
وبحسب الإحصاءات بنفس التقرير، يستخدم نحو 89% من الشباب إنستغرام بشكل يومي، مما يبرز مكانته كمنصة مفضلة لهذه الفئة، بينما يحل يوتيوب في المرتبة الثانية بنسبة 68%من الاستخدام اليومي.
هذا الإقبال الكبير على هاتين المنصتين يعكس اهتمام الشباب بالمحتوى المرئي والترفيهي السريع الانتشار.
في المقابل، أظهر التقرير أن منصات أخرى مثل تيك توك وبينتريست تحافظ على حضور مهم، وإن كان أقل، حيث يتنوع استخدامهما بين الاستخدام اليومي والاستخدام العرضي.
أما فيسبوك ولينكد إن، ورغم استمرارهما في المشهد الرقمي، إلا أن وتيرة استخدامهما تراجعت، مع تسجيل معدلات استخدام معتدلة أو عرضية.
ولاحظت الدراسة أن منصتي سناب شات وإكس (تويتر سابقًا) تعرفان أعلى نسب العزوف، حيث بلغت نسبة غير المستخدمين لمنصة إكس نحو84%، مما يدل على أن هذه المنصات لم تعد تجذب اهتمام هذه الشريحة العمرية بالشكل الذي كانت عليه سابقًا.
اهتمامات المراهقين والشباب
تُظهر النتائج أن Messenger يهيمن بشكل شبه كامل على المشهد، خاصة لدى الفئات العمرية فوق 25 عامًا، حيث يستخدمه 100% من الأفراد الذين تتراوح أعمارهم بين 35 و44 عامًا، ونفس النسبة تقريبًا بين الفئات الأكبر سنًا.
أما بالنسبة للفئات الشابة، وخاصة الفئة العمرية ما بين 18 و24 عامًا، فإن Messenger لا يزال يحافظ على الصدارة بنسبة 89%.
من ناحية أخرى، يتصدر Instagram اهتمامات المراهقين والشباب، حيث يستعمله 60% من الذين تقل أعمارهم عن 18 عامًا و66% من الفئة العمرية بين 18 و24 عامًا.
بينما ينخفض استخدامه تدريجيًا مع التقدم في العمر ليصل إلى نسبة 17% فقط عند الفئة بين 35 و44 عامًا.
أما تطبيق WhatsApp، فقد برز كأداة رئيسية للتواصل بين البالغين، خصوصًا بعد سن 25 عامًا، حيث يستخدمه 61% من فئة 25-34 عامًا و84% من فئة 45-54 عامًا، ليواصل حضوره القوي بين من هم فوق 55 عامًا بنسبة 77%.
من اللافت أيضًا أن Snapchat، المعروف بجمهوره الشبابي، يستخدمه 29% من أقل من 18 سنة، لكنه يكاد يختفي تمامًا لدى الفئات الأكبر، حيث تسجل النسبة 0% ابتداءً من عمر 35 سنة فما فوق.
تعكس هذه الأرقام تغيرًا في أولويات المستخدمين مع تقدمهم في العمر؛ فبينما ينجذب الأصغر سنًا إلى المنصات المرئية مثل Instagram وSnapchat، يفضل الأكبر سنًا أدوات أكثر استقرارًا وعملية مثل Messenger وWhatsApp.
ومع استمرار تطور التكنولوجيا وظهور تطبيقات جديدة، يبقى من المؤكد أن خريطة التواصل الاجتماعي ستواصل تغيرها مع مرور الوقت.
*صلاح الدين كريمي