languageFrançais

ناصيف زيتون يحطم كل الأرقام القياسية في قرطاج... ما هو السرّ ؟ 

كان لجمهور قرطاج الدولي في دورته الـ55 مساء الأحد 18 أوت 2019 موعد مع السهرة الأولى الفنان السوري ناصيف زيتون، بشبابيك  مغلقة ومدارج غصّت بجمهور من مختلف الأعمار خاصّة من الشباب. وقد انطلقت السهرة في حدود الساعة العاشرة ليلا، ليظهر نجم الحفل ببدلة سوداء وسط هتافات لم تخمد على امتداد ساعتين.

 

ناصيف زيتون صاحب اللقب في برنامج "ستار أكاديمي" كان من المتخرّجين القلائل الذين شقوا طريقهم الفنّي وصمدوا أمام المنافسة الكبيرة بفضل حسن اختياراته الموسيقية وإحساسه العالي وصوته المتميز إلى جانب إدارة أعمال ناجحة قادته إلى النجومية ليتصدر قائمة الفنانين ويصبح "فنّان صفّ أوّل".

 

وقد استهلّ الشاب السوري الذي لم يتجاوز عمره الـ31 سنة، حفله بتحيّة خاصة للجمهور التونسي الذي منحه بطاقة  العبور على نفس المسرح سنة 2017، قائلا إنّه "يرتجف أمام هذا الجمهور الكبير المحبّ للفنّ والصعب في نفس الوقت" ناعيا الرئيس الراحل الباجي قايد السبسي، ثمّ سرعان ما انغمس في إطراب الحاضرين بأجمل أغانيه الرومانسية والشبابية.

 

واختار ناصيف زيتون أن يراوح بين أعماله القديمة والجديدة على غرار "مش عم تزبط معي"  "ونامي على صدري " و "على أي أساس" و"تجاوزت حدودك" و"تكّة" و"بربك" و"كلو كذب" وغيرها من الأغاني التي حققت نجاحا قياسيا واحتلت المراتب الأولى على المنصات الرقمية، ولم ينس أن يغنّي "مجبور" التي تفاعل معها الجمهور بشكل كبير إضافة إلى أغنية "ما ودعتك" التي أعادته إلى حفل 2017 عندما صدح بها الجمهور بمفرده ولم يستطع أن يغنيها من شدّة تأثّرة، وفق قوله.

 

وتكرر السيناريو هذه السنة أيضا، حيث لم يترك جمهور ناصيف زيتون المجال لنجمهم للغناء فكانوا يسبقونه بمجرّد انطلاق الفرقة الموسيقية في العزف ما جعله ينبهر بتفاعلهم ويعبّر عن ذلك في عدّة مناسبات، وكعادته لم يفوّت الفرصة في طلب الهتاف باسم سوريا والدّعاء لها رافعا علم بلاده على ركح قرطاج قبل أن يؤدي موالا تحيّة لشعبه ثمّ غنّى "سوريتي هويتي".

 

وكتحية لتونس البلد الذي فتح له ذراعيه واستقبله بكلّ حبّ منذ أوّل زيارة له وساهم في إشعاعه، اختار ناصيف زيتون أنّ يقدّم أغنية الفنان الراحل محمد الجموسي "أصل الزين في العينين" ما زاد في حماس الجمهور.

 

ولم يكن الفنان الشاب بخيلا على الحضور القياسي، حيث غنّى بسخاء لأكثر من ساعتين مكتفيا بالقليل من الكلام والكثير من الفنّ، ليؤكّد أنّه جدير باعتلاء ركح قرطاج العريق وملاقاة جمهور يصعب إرضاؤه.

 

في سهرة الأمس أثبت ناصيف زيتون أنّه نجم له قاعدة جماهيرية كبيرة لم تكن وليدة  الصدفة، الأمر الذي دفع إدارة مهرجان قرطاج إلى برمجة حفل ثان له، سيكون يوم الاثنين 19 أوت 2019 استجابة للطلب الكبير، وتعدّ هذه المرّة الأولى التي تبرمج فيها حفلتين لنفس الفنان في دورة واحدة من  المهرجان بشبابيك مغلقة قبل أيام من العرض، ويعود الفضل إلى مدير المهرجان مختار الرصّاع الذي آمن بموهبة هذا الفنان الشاب وراهن على اسمه منذ سنتين لتتمّ برمجته في 2017 رغم حملات التشكيك والتخوف من فشله في ملئ المدرجات آنذاك، لكنّه أحدث مفاجأة وحقق نجاحا لم يكن متوقعا .

 

وللإشارة فانّ مهرجان قرطاج يشهد ولأوّل مرّة منذ 20 سنة نفاذ تذاكر حفل قبل 8 أيّام، كما لم يقع تسجيل إعادة أيّ تذكرة خاصّة بحفل ناصيف زيتون رغم قرار التأجيل على خلفية وفاة رئيس الجمهورية وتغيير مواعيد السهرات. وتمّت إضافة سهرة ثانية نفذت تذاكرها أيضا قبل 4 أيام.

 

 

ولعلّ الأسباب التي ساهمت في صعود نجم هذا الفنان الشاب وتحقيقه لأرقام قياسية تتمثّل أساسا في أنّه سوريّ الجنسية بكل ما يحمله من عراقة مدرسة الطرب السورية التي صدّرت للعالم  العربي أصواتا استثنائية على غرار صباح فخري وفهد بلان وجورج وسوف ونور مهنّا وغيرهم، ليصبح نصيف زيتون امتدادا لهذه المدرسة وسط الكمّ الهائل من الأصوات المستهلكة والأغاني التجارية.

 

سبب آخر خدم ناصيف زيتون، هو دعم شركة Music is my life التي آمنت به منذ البداية ووضعت خطة عمل واضحة بعد أن تأكّدت أنّه سيكون "جوادها الرابح".

 

ولا يمكن إغفال أنّ المطرب شاب في الـ31 من العمر ويتمتّع بحيوية الشباب والجرأة في الاختيارات ما يجعل من أغانيه قريبة وتخاطب الشباب إضافة إلى كليباته العصرية وتركيزه على الصورة الجميلة، دون إغفال دور  وسائل التواصل الاجتماعي التي خدمته كثيرا وجعلته يتقدّم على أبناء جيله في هذا المجال. 

 


 

*أميرة العلبوشي*

 

(صور من صفحة مهرجان قرطاج على الفيسبوك)